علمت «الشرق الأوسط» من مصادر أمنية مغربية، أن عناصر «خلية القريعة» الذين اعتقلوا اخيرا، كانوا يخططون لتصفية العديد من الشخصيات المغربية المسؤولة، من بينها الوزير الأول المغربي ادريس جطو. وأكدت المصادر أن شرطيين سابقين في سلك الشرطة المغربية، هما من طرحا تنفيذ هذه الفكرة، ويتعلق الأمر بخالد أديب وعبد الحميد الراضي، وهذا الأخير استقر رأيه على استغلال فترات التدرب على الرماية للاحتفاظ ببعض الرصاصات من أجل استعمالها في الوقت المناسب لإنجاز عملية الاغتيال.
وصرح الراضي للمحققين أثناء استجوابه، أن نقله إلى الفرقة الخارجة عن الصفوف والتوقف عن التدريبات التي كان يتلقاها في الرماية منذ سنوات جعلاه يتراجع في آخر لحظة عن تنفيذ مخطط الاغتيال الذي وضعه رفقة الشرطي أديب. وأفصح الراضي لرجال الأمن المغربي أن الدافع وراء تفكيرهما في اغتيال الوزير الأول «هو تحمسهما لتغيير المنكر». وفي شهر يونيو (حزيران) الماضي بدأ الراضي يخطط رفقة صديقه للاستيلاء على أموال أحد أقربائه الذي يعمل في دولة الأمارات العربية بواسطة التهديد ولم يفلحا في التأثير عليه، ليبدآ في التخطيط معا للتسلل لمصلحة الحسابات في إحدى الثكنات والاستيلاء على الأموال الموجودة هناك، على اعتبارها أموال الطاغوت، واعترف الراضي بأنه لم يبلغ عن صديقه أديب رغم أنه كان يعلم أنه كان مبحوثا عنه من طرف الأمن بعد أحداث 16 مايو.
و أرجع مصدر أمني تشبث الراضي بعمله في الشرطة، على الرغم من أنه يعتبره حراما، كونه كان مستفيدا من قرض مالي يتم اقتطاع أقساطه من أجرته الشهرية وبدأ ينتظر استيفاء أجل القرض من أجل تقديم استقالته.