أميركا ترصد 10 ملايين دولار لرأس عزة إبراهيم

TT

اردفت القوات الاميركية هجماتها المكثفة ضد مواقع المسلحين الموالين للنظام المخلوع امس بحملة لتوزيع منشورات دعت العراقيين الى تقديم معلومات عن الأسلحة والاشخاص الذين ينفذون اعتداءات ضدها مقابل مكافأة نقدية تصل الى 10 آلاف دولار، كما رفعت المكأفاة المخصصة لالقاء القبض على عزة ابراهيم نائب الرئيس العراقي السابق الى 10 ملايين دولار. وبينما كانت كواليس مجلس الامن تتحدث عن مشروع قرار اميركي جديد لدعم اتفاق نقل السلطة الى العراقيين، ردت روسيا على المناقشات بالدعوة لعقد مؤتمر دولي لوضع خطة سلام.

فبعد الكشف امس عن قيام القوات الاميركية بقصف منزل عزة ابراهيم في تكريت بصواريخ ارض ـ ارض موجهة عبر الاقمار الصناعية ليل الاحد الماضي، اعلن التحالف امس انه سيمنح عشرة ملايين دولار لكل من يدلي بمعلومات تؤدي الى القاء القبض عليه، لدوره في توجيه الهجمات ضد التحالف.

وعلى صعيد ذي صلة اعلن رئيس جهاز الاستخبارات الألمانية الخارجية اوغوست هانينغ امس انه يجري في أوروبا الآن تجنيد اصوليين للقتال ضد القوات الأميركية في العراق حيث قد يتحول الوضع في هذا البلد الى ما كان عليه في أفغانستان ابان الاحتلال السوفياتي حسب قوله.

الى ذلك ابدى مسؤول في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق امس تحفظات عن الاتفاق الذي تم توقيعه السبت بين مجلس الحكم الانتقالي العراقي وسلطة التحالف.

وقال عادل عبد المهدي الذي ينوب رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية عبد العزيز الحكيم في مجلس الحكم الانتقالي في غيابه «لقد امتنعنا، الى جانب آخرين، خلال عملية التصويت على الاتفاق التي طلبها بول بريمر». واضاف «لدينا تحفظات ليس على المبادئ بل على صياغة بعض عناصر النص الذي كتب بكثير من التسرع». واوضح ان قرارات المجلس تتخذ عادة «بالتوافق، الا ان بريمر اراد هذه المرة تصويتا برفع اليد. وقد امتنع العديدون عن التصويت». ورأى عبد المهدي انه يجب تعديل مسألة اختيار اعضاء «الجمعية الوطنية الانتقالية» المنتخبين من 18 مجلسا محليا. وقال «يجب ان تتمتع الجمعية بتمثيل اوسع من مجلس الحكم الحالي».

ووعدت قوات التحالف المواطنين الذين يقدمون مثل هذه المعلومات بمكافأة نقدية قدرها عشرة الاف دولار «لانها ستؤدي الى منع التخريب المتعمد للبنية التحتية العراقية وتقود الى القاء القبض على الإرهابيين».

وقد سمع دوي اكثر من اربعين انفجارا في وسط العاصمة بينما اكد متحدث عسكري اميركي ان الغارات استهدفت خمسة اماكن مختلفة انطلقت منها قذائف هاون في الاسابيع الاخيرة ضد المقر العام للتحالف. وقال المتحدث ان «الاهداف قصفت من الجو بمدفعية من عيار 105 ملم ورشاشات ثقيلة من عيار 40 ملم»، رافضا تحديد ما اذا كان القصف جرى من مروحيات قتالية او طائرات حربية.

وعقب يوم من اعراب كولن باول وزير الخارجية الاميركي عن ثقته بقدرة قوات التحالف والقوات العراقية التي يجري تأهيلها على السيطرة على الوضع الامني في العراق، ذكرت مصادر دبلوماسية في الامم المتحدة أن إدارة الرئيس جورج بوش تسعى إلى الحصول على قرار جديد من المجلس لدعم الاتفاق الذي توصلت إليه سلطة التحالف المؤقتة مع مجلس الحكم لنقل السلطة إلى العراقيين من خلال تشكيل حكومة مؤقتة في شهر يونيو (حزيران) القادم. وقال مسؤول أميركي «نريد تمهيد الطريق لاعتراف دولي بالحكومة الجديدة ومنحها الشرعية»، ومضى في القول «نحن نريد قرارا جديدا لدعم استراتيجيتنا في الخروج (من العراق)». واضاف «كان من الممكن الذهاب إلى العراق دون موافقة الأمم المتحدة ولكن الأمر سيكون صعبا للغاية الخروج منه وترك حكومة قابلة للنمو دون دعم الأمم المتحدة».

وفي اطار الاستعدادات لمناقشة هذا القرار، اعلن ايغور ايفانوف وزير الخارجية الروسي في تصريحات بثها الكرملين امس، ان روسيا تقترح عقد مؤتمر حول العراق تحت اشراف الامم المتحدة لوضع خطة سلام تترافق مع نشر قوة دولية تابعة للامم المتحدة في هذا البلد. وقال «لقد تم تنظيم مؤتمر دولي حول افغانستان في بون تحت اشراف الامم المتحدة، ونقترح اليوم تنظيم مؤتمر حول العراق تحت اشراف الامم المتحدة يمكن ان يشارك فيه ممثلون عن المجتمع والاوساط السياسية العراقية».