الكشف عن أسرار رحلة بوش إلى بغداد

الرئيس الأميركي تسلل من مزرعته بسيارة عادية والصحافيون أقسموا على كتمان السر

TT

بدأ الرئيس الاميركي جورج بوش رحلته السرية الى بغداد التي وصل اليها مساء اول من امس بالتسلل من مزرعته في كروفورد بسيارة عادية الاربعاء الى مطار واكو في تكساس ليستقل الطائرة الرئاسية «ايرفورس 1» الى واشنطن حيث استقل طائرة رئاسية ثانية كانت جاهزة للاقلاع. وجرد امن الرئيس 7 صحافيين اختيروا لمرافقته في الرحلة التي استغرقت ذهابا وايابا 30 ساعة، 27 منها في الجو، من اجهزة اتصالاتهم فيما لم يبلغ بوش والديه بالرحلة وإن كان قد أبلغ زوجته.

وقال بوش للصحافيين خلال رحلة العودة إنه ذهب الى مطار واكو في سيارة عادية ذات زجاج مظلل وتسلل وهو يعتمر قبعة بيسبول يتدلى الجزء الأمامي منها على جبهته، تماما مثلما فعلت كوندوليزا رايس، مستشارته لشؤون الامن القومي. فقد كانا يبدوان كأي شخصين عاديين بصحبة آخرين. وأضاف «كان علي ان ابلغ افراد عائلتي بأنني لن اكون معهم في عيد الشكر. طمأنتهم الى انني ما كنت لأقوم بالزيارة لو لم يكن قد أعد لها وخطط لها جيدا». وبدأت الحلقة المقربة من الرئيس تتداول فكرة الزيارة قبل خمسة اسابيع. فخلال جولته الآسيوية في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي طلب الرئيس بوش من أقرب مساعديه محاولة ترتيب زيارة له الى بغداد تتزامن مع «عيد الشكر». ونظرا لحساسية الموضوع فان هؤلاء المساعدين لم يبلغوا حتى نوابهم برغبة الرئيس. والصحافيون السبعة الذين اختيروا لمرافقة بوش تلقوا إخطارا قبل بضع ساعات فقط من موعد الزيارة. وحظر على الصحافيين إبلاغ اسرهم او الجهات التي يعملون بها حول الرحلة، كما جردوا من اجهزة اتصالاتهم وابلغوا بأنهم سيتسلمون هواتف جوالة لدى وصولهم الى بغداد. وفيما كانت طائرة الرئاسة الاميركية «اير فورس 1» في طريقها الى العراق استخدمت إشارات مزيفة في ابراج المراقبة. ومرت طائرة البوينغ 747 على مقربة من طائرة للخطوط الجوية البريطانية، فأرسل قائدها إشارة بالراديو متسائلا عما اذا كانت الطائرة التي يراها هي طائرة الرئاسة الاميركية، فأجاب قائد طائرة الرئيس، الكولونيل مارك تيلمان، بعبارة ادرك معها قائد الطائرة البريطانية على الفور بأن ثمة إجراء سريا في الأمر، لذا لم يستمر في الاستفسار.