الأسد: هذا هو الفارق بيني وبين أبي .. وأميركا تسيء فهم علاقتنا مع حزب الله

TT

دعا الرئيس السوري بشار الأسد الولايات المتحدة إلى استعمال نفوذها لإعادة إحياء مفاوضات السلام بين بلاده وإسرائيل، ووصف غياب هذا الهدف بـ«فجوة» في استراتيجية الرئيس جورج بوش حيال الشرق الأوسط. وقال الأسد، في حديث تنشره الشرق الاوسط انه رغم الخلافات مع واشنطن تجاه العراق ومساعي الإدارة الأميركية لمعاقبة سورية كدولة راعية للإرهاب، لا تزال أجهزة الاستخبارات السورية تتعاون عن كثب مع جهاز الـ«سي. آي. إيه» الأميركي في محاربة الإرهاب، مضيفا أن دمشق زودت واشنطن بمعلومات سمحت لها بإحباط سبع هجمات على الأقل كانت مخططة ضد الأميركيين. وفي حديثه الذي تناول قضايا داخلية وخارجية قال الرئيس الاسد ان هناك سوء فهم اميركي لعلاقة دمشق مع «حزب الله»، فسورية تدعمه سياسيا فقط ولا تقدم اسلحة او اموالا.

وحول والده الرئيس الراحل حافظ الأسد قال ان الابن ليس نسخة من ابيه، وفي الوقت ذاته اكد انه جاء للسلطة عبر السوريين وليس عبر والده. واعتبر انه من تبسيط الامور الحديث عن ان التخلص من الحرس القديم سيقود الى التحديث، مؤكدا ان التحديث يحتاج الى حوار. واعترف الرئيس السوري بأنه بعد تحطيم القوات الأميركية لتمثال صدام حسين في بغداد، ربما تصور بعض السوريين ان ما حدث في العراق قد يصيب بعدواه دولا أخرى في المنطقة، ولكنه أضاف أن صورة العراق «كمثال للتغيير بدأت تتلاشى تحت وطأة الواقع المقيت للعنف اليومي». وأكد الأسد للصحيفة أن سورية لم تعد تسمح للمتطوعين لمحاربة الأميركيين في العراق بعبور الحدود من المعابر الشرعية بين البلدين. ولكنه أضاف أن سورية عاجزة عن مراقبة المتسللين عبر حدودها البالغة 300 ميل مع العراق. وقلل في الوقت نفسه، من مقولة إن «المقاتلين الأجانب» يشكلون عنصرا مهما في المقاومة العراقية للاحتلال، وقال «قد يكون هناك ألف أو ألفا شخص من خارج العراق، ولكن ماذا عن الـ25 مليون عراقي؟».

وفي حديثه عن احتمال استئناف مفاوضات السلام السورية ـ الإسرائيلية قال الأسد إنه لا يفرض شروطا مسبقة لذلك، ولكن، بالنظر للتقدم الذي أحرز على هذا الصعيد قبل انهيار المفاوضات في مارس (آذار) 2000 «سيكون البدء بها من نقطة الصفر مضيعة للوقت». وأكد أنه في حال نجاح هذه المفاوضات لا يرى أي سبب يمنع إقامة علاقات كاملة وطبيعية بين سورية وإسرائيل.

وعلى صعيد الشؤون الداخلية أقر الأسد بأن البرنامج الإصلاحي الذي أعلنه في خطابه الرئاسي في يوليو (تموز) 2000 «يتحرك ببطء». واعتبر أن العقبة الأساسية في وجهه هي «الذهنية» السائدة في سورية، وخصوصا داخل السلطة، حيال موضوع التغيير، ونفى ما يقال عن وجود «حرس قديم» يحتفظ به «كرهينة» لسياسات والده، أو يحول دون تنفيذه الإصلاحات التي يتطلع إليها.