سورية تطالب بمقاصة في الأموال العراقية

بوش يكلف بيكر ملاحقة ملف ديون صدام * مقتل أميركي و4 عراقيين وجرح 16 في انفجار عشية وصول رامسفيلد

TT

أبلغ مصدر سوري مطلع «الشرق الأوسط» أمس أن ما يثار الآن حول مسألة الأموال العراقية، الموجودة لدى المصرف التجاري السوري، يندرج في عملية الضغط المستمرة على سورية وإثارة الغبار على الموقف السوري.

وعقب المصدر السوري على ما نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» من أن واشنطن فشلت في إقناع سورية بإعادة 250 مليون دولار إلى العراق خلال مفاوضات سرية جرت حول هذا الشأن بالقول ان ما نشرته الصحيفة هو «مجرد مزاعم وادعاءات لا صحة لها مطلقاً». وقال «إننا لم نسمع أي مسؤول أميركي يقول إننا لا نوافق على إعادة أموال عراقية، فلدينا أموال عراقية لكنها أقل بكثير مما يقال عنها، ونحن نريد إجراء عملية تقاص بين هذه الأموال المودعة لدينا وبين الأموال المترتبة على العراق لمصلحة رجال أعمال سوريين، وهذا أمر طبيعي ومنطقي بين الدول، وإن على كل دولة أن تبحث عن مصالح رعاياها وتحرص على هذه المصالح، وحين تزيد مبالغ ما نتيجة عملية التقاص، فإننا سنعيدها إلى العراق، وان المشكلة ينبغي أن تحل على هذا النحو».

الى ذلك عين الرئيس الاميركي جورج بوش امس جيمس بيكر وزير الخارجية الاميركي الاسبق موفدا شخصيا له لتولي ملف الديون التي راكمها نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين على العراق. وقال بوش ان تعيين بيكر لتولي مهمة معالجة الديون جاء تلبية لطلب من مجلس الحكم العراقي لتقديم المساعدة.

من ناحية ثانية، أسفر انفجار لغم صباح امس في سوق مزدحمة في بغداد عن مقتل 4 عراقيين وجندي أميركي وجرح 16 شخصا، وذلك عشية وصول وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الى العراق . ونسبت صحيفة «فاينانشال تايمز» امس الى ممثل بريطانيا الخاص في العراق السير جيرمي غرينستوك، قوله «ان اعضاء بحزب البعث الذي شكل القاعدة السياسية للرئيس المخلوع صدام حسين بدأوا في اعادة تنظيم صفوفهم». وأضاف ان هناك «أدلة على رغبة في التحرك وبداية لبعض النشاط» بين البعثيين. واضاف قائلا «العراقيون سيراقبون هذا عن كثب». ويحرص البعثيون الساعون لتشكيل حزب جديد الى الاشارة الى انهم اختلفوا مع صدام وانهم اقرب في توجهاتهم الى البعث السوري.

من ناحية ثانية ،صد حلف شمال الاطلسي دعوة وزير الخارجية الاميركي كولن باول له في اجتماعه أول من أمس في بروكسل للاضطلاع بدور اكبر في العراق. وأكد الامين العام للحلف جورج روبرتسون ان «الناتو يركز الآن على واحد من اعظم التحديات في تاريخه»، في إشارة الى أفغانستان. وأضاف ان أعضاء الحلف أوضحوا ان افغانستان «يجب ان تظل أولوية».

وعلى الصعيد الأمني، أسفر انفجار في سوق مزدحمة في منطقة «بغداد الجديدة» بالعاصمة العراقية صباح أمس عن مقتل جندي اميركي واربعة مدنيين عراقيين واصابة 16 آخرين، بينهم نساء وأطفال كانوا في حافلة مكدسة بالركاب وقت تفجير مجهولين بنظام التحكم عن بعد لغما أثناء مرور الحافلة وقافلة عسكرية اميركية باتجاهين معاكسين. وقال شهود عيان ان الحافلة المدنية تضررت بشدة من الانفجار وتحطمت كل نوافذها ولطخت بقع دم موقع الانفجار.