أصدرت محكمة جرائم الحرب في لاهاي امس حكما بالسجن 20 عاما على ستانيسلان جاليتش الملقب بـ«دراكولا الصربي»، وذلك بعد ادانته بارتكاب جرائم حرب اثناء حصار سراييفو الذي استمر 4 سنوات، وهو أحد الضباط الصرب الذين كانوا يصدرون الاوامر للجنود والميليشيات الصربية لقصف المدنيين في سراييفو بالاسلحة الثقيلة، وعمليات القنص الفردية.
وكان سكان سراييفو قد ذاقوا الأمرّين فيما بين عامي 1992 و1995، حيث حرموا من الماء والكهرباء والغاز وجميع وسائل التدفئة عدة مرات اثناء حصار العاصمة البوسنية. ويبلغ عدد الضحايا الذين سقطوا في سراييفو وما حولها 12 الف نسمة من بين محصلة تبلغ 200 ألف نسمة.
كما شرد 12 ألف طفل بعضهم لا يعرف مصيره حتى الآن.
وقد ظلت سراييفو محاصرة ما بين ابريل (نيسان) عام 1992 وحتى نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1995، ولم يرفع عنها الحصار الا في اعقاب توقيع اتفاقية دايتون للسلام في 21 نوفمبر عام 1995.
وقد شهدت سراييفو مذبحتين مروعتين عرفتا بمذبحتي السوق، احداهما في سنة 1994، حيث سقط ما يزيد عن 60 قتيلا وجرح 120 شخصا آخر. وقد لجأ المسلمون لحفر نفق تحت الارض طوله 850 مترا يربط بين العاصمة التي كانت محاصرة ومطار سراييفو. وكان النفق الذي اصبح اليوم معلما اثريا يؤرخ للحرب، النافذة الوحيدة لسكان وحكومة سراييفو للعالم الخارجي، وساعد في ادخال المواد الغذائية ونقل الجرحى للخارج، كما استعمل في نقل الاسلحة وتسهيل زيارات الوفود من مختلف انحاء العالم ولا سيما العربي، حيث كان يتعذر على العرب والمسلمين المرور عبر نقاط التفتيش الصربية القريبة من مطار سراييفو آنذاك.