كنائس فرنسا تناصر الحجاب ومسلمات يوقعن ضده

TT

حثت كنائس فرنسية امس الرئيس جاك شيراك على عدم فرض حظر على ارتداء الحجاب في المدارس الحكومية. واشارت الى ان اخفاق فرنسا في دمج مواطنيها المسلمين يمثل مشكلة اخطر من قضية الحجاب وتستحق معالجة اسرع.

من جهة اخرى وجهت 70 شخصية نسائية فرنسية بارزة، بينهن محاميات وكاتبات ونجمات سينمائيات، نداء إلى الرئيس جاك شيراك «للتدخل ودعم إصدار قانون يمنع كل أشكال التمييز والتمايز الديني في المدارس التابعة للدولة وفي مؤسساتها الرسمية». وجاء في النداء الذي اشتركت في التوقيع عليه 14 مسلمة من البارزات في حقول الأدب والفن وحقوق الإنسان أن «القبول بالحجاب الإسلامي في المدارس ودوائر الدولة يعني إضفاء الشرعية على رمز باد للعيان من رموز خضوع المرأة.

وأعرب رجال الدين المسيحي في رسالتهم عن ايمانهم «الراسخ بان اصدار قوانين ليس السبيل ( الصحيح) لحل هذه المشاكل بشكل ايجابي»، منتقدين اسراع السياسيين في اللجوء الى خيار فرض حظر قد يعزز شعور المسلمين بانهم مرفوضون من المجتمع. واضافوا ان «القضية الحقيقية في صلب الجدال الدائر هي في الحقيقة مسألة النجاح في الاندماج. الجماعات التي تبدي استجابة اكبر لمطالب اسلامية تعيش (مهمشة) في الغيتوات التي سمحنا لها ان تنمو في احياء حول مدننا الكبيرة». وكان شيراك أذكى الجدل الدائر حول الحجاب يوم الجمعة الماضي عندما قال ان هناك «شيئا ما عدوانيا» يتعلق بالحجاب وان فرنسا يجب ان يحظر كافة اشكال الدعاية الدينية من المدارس. ومن المقرر ان يصدر قرارا وشيكا يوضح فيه ما اذا كان سيسعى لاستصدار قانون يحظر هذه الدعاية المفترضة.

وتثير قضية الحجاب جدلاً واسعاً في فرنسا شغل جميع طوائف المجتمع يهدد بتشويه صورة فرنسا التي تفاخر بانها مجتمع «المساواة والاخاء والحرية» الذي يندمج فيه المهاجرون بشكل افضل من بلدان اخرى كالولايات المتحدة.

واظهرت نتائج استطلاع للرأي في مطلع الاسبوع ان 57 في المائة ممن استطلعت آراؤهم يرغبون في حظر كافة اشكال الرموز الدينية في المدارس والمؤسسات العامة. ونشرت مجلة «ايل» النسائية نداء موجها لشيراك من اكثر من 60 من الشخصيات النسائية الفرنسية البارزة من بينهن الممثلة ايزابيل ادجاني ومصممة الأزياء سونيا ريكيل يطالبنه بحظر «هذا الرمز الواضح لاذعان النساء»، ولكن 41 في المائة يعارضون فرض حظر.

وقال نيكولا ساركوزي وزير الداخلية ولوك فيري وزير التعليم ان الحظر سيخلق من المشاكل اكثر مما سيحل منها، ولكنهما خففا من معارضتهما بعد ان لمح شيراك الى انه يرغب في حظر الحجاب. ويعارض مجلس مسلمي فرنسا فرض اي حظر قائلا ان القرآن الكريم يطالب النساء بتغطية رؤوسهن وان مبدأ الحرية الدينية في فرنسا يسمح لتلميذات المدارس باتباع هذا المسلك الوارد في ديانتهن.

وتنقسم الجالية اليهودية في فرنسا حول مسألة فرض الحظر، إذ يعارضه الحاخام الاكبر جوزيف سيتروك ولكن روجر كوكرمان رئيس المجلس الذي يضم المنظمات اليهودية في فرنسا يساند الحظر.

جدير بالذكر ان رسالة الكنائس الفرنسية لفتت الى ان الجدل الواسع حول الحجاب ادى الى مزيد من التشدد في معارضة التدين اياً كان المذهب الذي يتبعه المتدين.

ويخشى زعماء الديانات المسيحية واليهودية من ان حظر الحجاب الاسلامي يمكن ان يؤدي ايضا لحظر ارتداء التلاميذ للصلبان ونجمة داوود وغطاء الرأس اليهودي.