اعتقال صدام انجاز مهم لكنه قد لا ينهي الهجمات

TT

لندن ـ رويترز: قد يسر اعتقال صدام حسين كثيرا من العراقيين ويضعف معنويات أنصار الدكتاتور السابق الا ان مثل هذا الانتصار المذهل للقوات الامريكية قد لا يؤدي الى انهاء العنف الذي تواجهه في العراق. وبالرغم من انطلاق العراقيين الى الشوارع احتفالا باعتقال صدام قال

محللون ان من السابق لاوانه افتراض ان مقاومة الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة من الممكن ان تنهار.

وقال مصطفى العاني المحلل العراقي في المعهد الملكي للدراسات الدفاعية

والامنية ومقره لندن "ستتناقص العمليات التي ينفذها الموالون للنظام السابق لكن

هذه ليست المسألة كلها لانهم ليسوا الجماعة الوحيدة المشاركة."

وأضاف "لن يؤثر هذا على العمليات التي يشنها المجاهدون العراقيون أو

العرب وربما يزيدها لان من لم يريدوا من قبل ان يوصموا بانهم من انصار

صدام قد ينضمون الان الى مقاومة تتسم ببعد أكثر وطنية."

ويلقي مسؤولون امريكيون باللوم على الموالين لصدام ومقاتلين اجانب في

الهجمات المتواصلة التي اسفرت عن مقتل نحو 200 جندي أميركي منذ اعلان

الرئيس الامريكي جورج بوش انتهاء العمليات القتالية الرئيسية في الاول من

مايو ايار.

وتمكن صدام من الفرار من الاعتقال لمدة ثمانية اشهر بعد سقوط بغداد في

التاسع من ابريل نيسان في ايدي القوات الامريكية التي لم تعثر على اي من

اسلحة للدمار الشامل التي كانت المبرر الرئيسي الذي ساقته الولايات المتحدة

وبريطانيا لشن الحرب في مارس اذار.

وقال توبي دودج من جامعة وارويك والمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية

"انه انجاز ضخم ومعظم العراقيين سيحتفلون باعتقال طاغيتهم."

وأردف قائلا "ولكن المسألة ليست بهذه البساطة. لقد خرجت العمليات

المسلحة عن سيطرة صدام وربما نفوذه. هناك ما بين 15 و30 مجموعة ليست

لها صلة مباشرة او مالية او استراتيجية بصدام حسين."

حتى قائد القوات الامريكية في العراق أقر بأن اعتقال صدام لن يعني

بالضرورة انتهاء المقاومة.

وقال اللفتنانت جنرال ريكاردو سانشيز للصحفيين في بغداد "لا نتوقع في

هذه المرحلة ان يكون هناك قضاء تام على تلك الهجمات". ولكن كان رأي الزعيم الكردي جلال الطالباني العضو في مجلس الحكم العراقي أكثر تفاؤلا.

وصرح لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية "مع اعتقال صدام

انقطعت الموارد المالية التي تغذي الارهابيين وسيضع القاء القبض عليه نهاية

للاعمال الارهابية في العراق."

اما السير تيموثي جاردن من كينجز كوليدج بلندن والمعهد الملكي للشؤون

الدولية قال ان اعتقال صدام سيرفع من الروح المعنوية للقوات الامريكة ومجلس

الحكم العراقي الذي شكلته الولايات المتحدة الا انه قد لا يوقف اراقة الدماء.

وأضاف جاردن "يبدو غير محتمل على الاطلاق ان صدام كان يدير

التفاصيل الدقيقة لاعمال العنف لان هذا كان سيجعله معرضا جدا للاعتقال."

وذكر عدد من المحللين انها ضربة نفسية حيوية ادت الى تواري كل

المخاوف التي ظلت رابضة من احتمال عودة صدام وفتحت الطريق امام

المحاكمة التي قد تساعد العراق على التعامل مع ماضيه.

وقال عبد المنعم سعيد مدير مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

في القاهرة "هذا يقوض للابد فكرة عودة صدام بالنسبة للكثيرين الذين كانوا

يعتقدون انه اسطورة وانه قادر على المقاومة وحمل لواء العراق مرة اخرى."

ومضى يقول "الاهم من ذلك ان هذه ستكون فرصة سياسة بعد اعتقاله على

قيد الحياة لمحاكمته وستفضح كل الفظائع التي ارتبكها هذا النظام."

واحتجزت القوات الامريكية من قبل 38 من بين 55 على قائمة ابرز

العراقيين المطلوب القبض عليهم واولهم صدام. كما قتلوا ابنيه عدي وقصي في

22 يوليو تموز.

وقال العاني ان هذه العملية خطوة دعائية كبيرة للقوات الامريكية لاعتقالها

صدام حيا خاصة بعد الفشل في اعتقال اسامة بن لادن زعيم القاعدة في

افغانستان.

وقال "انها جائزة مخابرات لانهم يمكن ان يحصلوا منه على معلومات عن

خلايا تعمل الان. كما انه انجاز ضخم لانه كان رأس النظام وليس مثل اي

شخص اخر في قائمة المطلوبين الخمسة والخمسين."

ومن الممكن ان يؤدي تمكن القوات الامريكية من الوصول الى صدام في

مسقط رأسه تكريت ان يجدد امالا في تمكنها من تحقيق الاستقرار في العراق

واعادة بنائه.

وقال دودج "اعتقاله يمنح الولايات المتحدة فرصة. اذا ما ضاعفوا جهودهم

والتزام قواتهم يمكنهم احتواء او حتى القضاء على العمليات المسلحة."

ومضى يقول "لكن الاغراء الذي يواجه بوش الذي يعد لحملة اعادة انتخابه

هو ان يصف ذلك بانه انتصار ويخرج. سيكون ذلك كارثة للعراق وللشرق

الاوسط وللمصالح الاستراتيجية الامريكية في المنطقة وما وراءها."