صدام حكم بلاده بقبضة من حديد ثم سقط

TT

بغداد ـ رويترز: باعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين اليوم الاحد تنتهي مطاردة الولايات المتحدة للرجل الذي حكم بلاده بقبضة من حديد لمدة 24 عاما وشن حربين قبل اطاحة قوات التحالف به في ابريل "نيسان".

وقالت مصادر عراقية واجنبية كثيرة انه اعتقل في مسقط رأسه تكريت. وتمكن صدام /66 عاما/ من مراوغة القوات الامريكية تماما مثلما فعل أسامة بن لادن زعيم القاعدة والملا عمر زعيم طالبان.

شنت الولايات المتحدة حربها على العراق في 20 مارس اذار بحملة جوية استهدفت قتل صدام وبالتالي اضعاف النظام البعثي الذي أقامة بالدم والحديد والنار وأموال النفط.

لكن الزعيم العراقي الذي اهتم كثيرا بسلامته الشخصية نجا من تلك الضربات الجوية واختفى بعد ان اجتاحت القوات الامريكية بغداد في التاسع من ابريل.

ومن مخبئه كانت تخرج مجموعة من الشرائط التي سجلها بصوته والتي أعرب فيها عن تحديه للقوات الامريكية وحث العراقيين على مقاومة الغزاة الذين تقودهم الولايات المتحدة. وظهر شريط على سبيل المثال بعد مقتل ولديه عدي وقصي على ايدي القوات الامريكية في 22 يوليو تموز. اتهمت واشنطن صدام بامتلاك اسلحة للدمار الشامل ورعاية الارهاب

الدولي. لكن القوات الامريكية المحتلة لم تثبت بعد صحة هذه الاتهامات وان تم

الكشف عن الكثير من الفظائع التي ارتكبها صدام ونظامه مثل المقابر الجماعية

التي ضمت الافا من اعدائه بعد اعدامهم خاصة من الاكراد والشيعة.

وتمكن صدام من احكام قبضته على بلاده بالرغم من الحروب وحركات

التمرد والمؤامرات ومحاولات الاغتيال.

وأصبحت واشنطن تناصب صدام العداء حتى بالرغم من ان الولايات المتحدة

وكذلك الاتحاد السوفيتي السابق وعددا من الدول الاوروبية سلحت ودعمت

الدكتاتور السابق في الثمانينيات في مواجهة الثورة الاسلامية في ايران.

وفي ذلك الوقت لم تتمكن الحكومات الغربية من معاقبة صدام على الجرائم

التي ارتكبها ضد العراقيين مثل القمع الوحشي للاكراد بما في ذلك الهجوم

بأسلحة كيماوية على بلدة حلابجة عام 1988.

وتحول صدام الى بطل في نظر بعض العرب لتحديه الولايات المتحدة

واسرائيل الا انه خيب أمل أنصاره عندما لم يدافع عن بغداد في مواجهة القوات

الامريكية.

وخلال الحرب الاخيرة ظهر الجيش العراقي المزهو بقوته في صورة "نمر

من ورق" في مواجهة القوة العسكرية الامريكية.

ولكن ما زالت تساؤلات تتردد ان كان صدام ما زال يمتلك ذخيرة اسلحة

الدمار الشامل التي بررت بها الولايات المتحدة وحلفاؤها شن الحرب. ولم تعثر

قوات الاحتلال بعد على اي اسلحة كيماوية او بيولوجية او نووية محظورة أو

صواريخ ذاتية الدفع.

وكان صدام قد أعلن ان العراق لم تعد به اسلحة للدمار الشامل كما نفى

الاتهامات الامريكية بأن حكومة البعث كانت على صلة بتنظيم القاعدة.

وركزت السياسة الامريكية منذ فترة على احتواء العراق ولكن بعد هجمات

11 سبتمبر ايلول 2001 اختار بوش ومستشاروه بغداد باعتبارها الهدف التالي

بعد أفغانستان في "الحرب على الارهاب".

وكان من وجهة نظرهم ان الاطاحة بصدام لن تقضي على التهديد الامني

الفعلي او المحتمل فحسب بل ايضا ستحقق الحرية والديمقراطية والاقتصاد الحر

في العراق بما لذلك كله من تأثير على اعادة تشكيل الشرق الاوسط بأكمله.

ولد صدام في 28 ابريل نيسان عام 1937 في قرية العوجة قرب بلدة

تكريت على بعد 150 كيلومترا شمالي بغداد.

ولم يكن صدام الذي كان يعرف عنه اعجابه بالدكتاتور السوفيتي الراحل

جوزيف ستالين يمتلك فكرا خاصا به ولكنه لجأ للقومية العربية او الاسلام او

الوطنية العراقية لتعزيز قيادته.

وسعيا للسيادة الاقليمية قاد صدام العراق الى حربين مدمرتين. ففي عام

1980 هاجم ايران مما ادى الى بدء حرب استغرقت ثماني سنوات تكبد فيها

البلدان خسائر بشرية ومادية هائلة. وبعد عشر سنوات احتلت قواته الكويت

وتمكن قوات تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة من طرد القوات العراقية من

الكويت في حرب الخليج عام 1991.

وعندما تجاهل صدام المهلة التي قدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا له

ولاسرته لمغادرة العراق بدأ الحديث عن غزو العراق الذي انهى حكمه وان لم

ينه بعد تراثه المرير.