موريتانيا: القاضي يطرد محامي ولد هيدالة لمرافعته بأبيات شعر

TT

كادت ابيات من الشعر ان تعصف بمحاكمة الرئيس الموريتاني السابق محمد خونا ولد هيدالة وتحرم الدفاع من الاستمرار في مرافعاته.

بدأ المحامي محمد الامين ولد اباه مرافعته الطويلة بابراز مناقب المتهمين وكأنه يرد على اتهامات النائب العام التي تصفهم بالاجرام. ولم يتوقف المحامي عند ذلك الحد وانما انبرى ينتقد النظام ويصف «عدم العدالة في تقسيم الثروة» قبل ان يقرأ ابياتاً للشاعر العراقي احمد مطر.

وأغضبت الابيات الشعرية والمرافعة عموماً رئيس المحكمة الذي طالب الشرطة على الفور بطرد المحامي من القاعة، الامر الذي دفع زملاءه للخروج تضامنا معه.

وبعد ساعات من المفاوضات عاد المحامي الشاعر مع باقي أعضاء لجنة الدفاع الى قاعة المحكمة لكن سيل المرافعات التي تنتقد النظام لم يتوقف رغم حرص رئيس المحكمة على تنبيه المحامين بالقول: «نحن هنا في محاكمة جنائية وليس من اللازم الحديث في السياسة». لكن المحامي ابراهيم ولد ابتي وهو من المحسوبين عادة على المعارضة قال لـ«الشرق الأوسط»: «هذه محاكمة سياسية ولا بد من الحديث في السياسة».

واستمرت مرافعات الدفاع يوم امس فيما ينتظر ان تقدم النيابة مرافعتها اليوم استعداداً لاجراء المداولات واصدار الاحكام.

وبينما يرى البعض ان فترة المحاكمة طالت، فان آخرين قالوا انها سلطت الضوء علي قضايا كثيرة تتعلق بمسار البلد والديمقراطية وحقوق الانسان، و«قد سمحنا لجمهور كبير بالمتابعة. الم يكن ذلك نجاحا؟»، حسبما يتساءل احد المحامين.

وقد حاول النائب العام الموريتاني هو الآخر استغلال المحاكمة لحساب السلطة وقال انها تجري بشفافية واستقلالية وان كل الحقوق قد احترمت وان ذلك يعد مكسبا للقضاء الموريتاني. لكن الكثيرين يعتقدون ان طبيعة الاحكام ستكون المحك الحقيقي لاختبار مدى استقلالية المحكمة عن القرار السياسي.