اعتقال صدام في "حفرة العنكبوت" بدون مقاومة

وشاية من أحد أفراد العائلة المقربين قادت إلى الرئيس العراقي المخلوع مختبئا في بلدة عزة الدوري* في عملية "الفجر الأحمر" الجنود أخرجوه بالمعاول وطارق عزيز ساعد في التعرف عليه *صدام لم يبد أسفا لاجتياح الكويت ومجزرة حلبجة

TT

قادت ثمانية اشهر من الملاحقات الساخنة القوات الاميركية مساء اول من امس الى الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين لتجده مختبئا في حفرة عمقها 7 أقدام في قبو منزل بمزرعة في بلدة الدور (بلدة عزة ابراهيم الدوري) جنوب تكريت. واستخدم الجنود الاميركيون معاول لإخراج صدام مما سموها "حفرة العنكبوت" ليجدوه متنكرا بلحية لكنهم لم يتأكدوا من هويته إلا بعد اختبار لحمضه النووي وبمساعدة من نائبه السابق طارق عزيز، حسبما ورد.

واستهل الحاكم الاميركي في العراق بول بريمر مؤتمرا صحافيا في بغداد امس بالقول "ايها السادة لقد اوقعنا به". بعدها عرض شريط فيديو يظهر صدام بعد اعتقاله، وفتح الرئيس المخلوع فمه لشخص كان يجري عليه فحصا طبيا. وبدا شعره اسود ولحيته التي ازيلت بعد ان التقط الجنود الاميركيون صورة له بها واخرى بعد ازالتها. وقال قائد القوات البرية الاميركية الليفتنانت جنرال ريكاردو سانشيز ان صدام اعتقل في عملية سميت "الفجر الاحمر" من دون مقاومة واقتيد الى مكان آمن تحت حماية مشددة جدا. وقال سانشيز ان مخبأ صدام كان بعمق سبعة اقدام وعرضه "كاف لكي يتمدد شخص واحد فيه". وأضاف ان اعتقاله تم من "دون ان تطلق رصاصة واحدة".

وقال مسؤولون في الادارة الاميركية ان عملية البحث في المزرعة في الدور، التي يتحدر منه نائب صدام السابق عزة الدوري الملاحق، اوشكت على النهاية دون نتيجة في العثور عليه الى ان اكتشف الجنود ما أطلقوا عليه اسم "حفرة العنكبوت" واستخدم الجنود المعاول للكشف عن الحفرة ليجدوا صدام فيها. وقال قائد فرقة المشاة الاميركية الرابعة الميجر جنرال راي اوديرنو ان "أحد أفراد العائلة المقربين" كان مصدرالوشاية التي قادت الى اعتقال صدام.

ونفى مسؤول بارز في وزارة الدفاع الاميركية في وقت لاحق امس ان يكون صدام حسين قد نقل الى خارج العراق. وذكرالمسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية "اقول لكم ان فكرة نقله (صدام) خارج العراق ليست صحيحة".

واعلن عدنان الباجه جي العضو في مجلس الحكم الانتقالي ان صدام كان "غير نادم ومتمردا" حين التقاه في تكريت امس . وقال الباجه جي في مؤتمر صحافي "وجدناه متعبا ومرهقا". وقال المسؤول العراقي عادل عبد المهدي ان صدام "حين سئل عن المجازر، قال انهم لصوص". وافاد الربيعي "لم يبد اي اسف لاجتياح الكويت او للحرب مع ايران، أو حتى لمجزرة حلبجة".