كارثة الطائرة: لبناني يغمى عليه عندما انتشلت جثة زوجته بعد 24 ساعة من جثة طفلته

TT

وصلت فجر امس الى مطار بيروت الدولي طائرة تابعة لـ«شركة طيران الشرق الاوسط»، على متنها وزير الخارجية والمغتربين جان عبيد واعضاء الوفد الرسمي مع عدد من الناجين من كارثة طائرة شركة «يو تي آي» في بنين وهم 15 جريحاً، بينهم 12 لبنانياً وفلسطينيان وسوري واحد، حال ستة منهم حرجة. ونقل الجرحى الى مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت للمعالجة، في حين بقي المدير العام للمغتربين هيثم جمعة وعدد من الاطباء والغطاسين التابعين للجيش اللبناني في كوتونو لمتابعة التطورات والمساعدة في عمليات انتشال الجثث والتعرف اليها.

وفيما واصلت فرق الانقاذ انتشال جثث ضحايا الطائرة التي سقطت في المحيط، كانت اسر القتلى والمفقودين تراقب المشهد بألم جم. وقال اللبناني كريم جنبلاط، الذي كان ينتظر على الشاطىء بفارغ الصبر ورود انباء عن اشقائه الثلاثة، إنه عاجز عن تخيل ما آل اليه مصيرهم. وقال الاخ الذي كان ينوي اللحاق بإخوته الى لبنان بعد ايام لقضاء العطلة مع الاهل، «آه لو انتظروا عدة ايام أخرى».

وإذ فاضت عينا جنبلاط بالدموع وهو يتحدث عن اشقائه، فقد أغمي على لبناني اخر عندما انتشلت جثة زوجته التي لقيت حتفها في الكارثة, وذلك بعد 24 ساعة من انتشال جثة طفلته، 3 سنوات، التي كانت متوجهة مع والدتها على الطائرة المنكوبة لتمضية اجازة الميلاد مع العائلة في الوطن.

وما تزال التقارير متضاربة حول العدد النهائي للضحايا اذ وصلت أمس تقديرات عددهم الى ما فوق الـ140 قتيلاً معظمهم من اللبنانيين. واعلن وزير الخارجية والمغتربين اللبناني ان عدد الضحايا اللبنانيين يفوق 110 ضحايا حتى الآن، والجرحى نقلوا جميعاً الى بيروت. وكان عبيد قد تسلم لائحة رسمية بأسماء 19 جريحاً الا انه توفي منهم اربعة لاحقاً مساء اول من امس. كما توقع ان يتم نقل الجثث بعد التعرف الى هوية اصحابها.

اما حمزة حمود، فعاش كابوساً من نوع مختلف، إذ نجا الشاب، 28 عاماً، من الكارثة فيما قضى أصدقاؤه التسعة الذين كانوا الى جانبه على مقاعد الطائرة. وما إن استطاع السباحة الى الشاطئ، حتى بدأ بالمساعدة في جهود الانقاذ.