تطويق وسط النجف والحكومة والصدر يقبلان مقترحات وفد الوساطة

معارك عنيفة قرب مرقد الإمام علي * 3 شروط يضعها المؤتمر الوطني العراقي لحل الأزمة

TT

اتخذت اربع دبابات اميركية من طراز «برادلي» مواقع لها امس على بعد 500 متر من ضريح الامام علي بن ابي طالب، وسقط عدد من قذائف مدافع الدبابات بالقرب من المدخل الشمالي للضريح في المدينة القديمة وسط النجف. وقال غالب الجزائري مدير الشرطة انه تمت السيطرة على بعض المواقع في داخل المدينة القديمة، في حين ابدى البابا يوحنا بولس الثاني استعداده للتوسط لانقاذ المدينة المقدسة. وشهدت النجف امس معارك متقطعة لكنها عنيفة جدا بين الجيش الاميركي والقوات العراقية من جهة وعناصر ميليشيا «جيش المهدي» التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر المتحصنين في محيط مرقد الامام علي وسط المدينة، فيما اسفرت المواجهات فيها اول من امس عن مقتل ثلاثة جنود من مشاة البحرية الاميركية (المارينز) في حين تسببت الاشتباكات في مدينة الصدر بين الجانبين امس في احراق دبابة اميركية من طراز «برادلي» نجح طاقمها بالفرار منها، وقصفت الطائرات الاميركية الشارع الذي دمرت فيه الدبابة. في غضون ذلك، حقق وفد المفاوضات الذي شكله المؤتمر الوطني العراقي لتسوية الأزمة في النجف تقدما ملموسا بحصوله على موافقة الحكومة ومقتدى الصدر زعيم ميليشيا «جيش المهدي» على مقترحات الوفد، ولكن حيثما انتقلت مباحثات المؤتمر الى تشكيل الهيئة التشريعية الانتقالية، هدد الحزب الاسلامي بزعامة محسن عبد الحميد بالانسحاب من المؤتمر ما لم تكن التعيينات للهيئة عادلة ومتوازنة.

واعلن الدكتور فؤاد معصوم رئيس الهيئة التحضيرية للمؤتمر الوطني العراقي في نهاية الجلسة الصباحية ليوم امس موافقة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر على المقترح الذي تقدم به المؤتمر للخروج من ازمة النجف.

وكان المؤتمر قد أصدر بيانا وصفه حسين الصدر بـ«المهمة المقدسة» يهدف الى ايقاف النزيف في مدينة النجف، وتضمن البيان ثلاثة شروط اساسية وهي تحويل جيش المهدي الى كيان سياسي واخلاء الصحن الحيدري الشريف وتسليمه الى الحكومة العراقية المؤقتة مع ضمان سلامة الجميع وعدم ملاحقتهم قانونيا اضافة الى الاسهام الفاعل والمشاركة في العملية السياسية. وفي مدينة تكريت هدد الجيش الاميركي امس بتوجيه ضربة جديدة الى سامراء لاخراج المقاتلين من المدينة.