واشنطن أجهضت مبادرة سعودية لإرسال قوات إسلامية للعراق

حكومة علاوي تعلن عفوا عاما عن حاملي الأسلحة وخطة لتسليمها

TT

قال مسؤولون سعوديون وعراقيون إن واشنطن ضيعت فرصة إرسال قوات إسلامية إلى العراق بعدما أفشلت مبادرة سعودية اقترحها الأمير عبد الله بن عبد العزيز باصرارها على ان تكون هذه القوة تحت قيادة أميركية.

لكن مسؤولا اميركيا بارزا قال لـ«الشرق الاوسط» امس ان رفض واشنطن جاء بناء على توصية من الحكومة العراقية المؤقتة، برئاسة اياد علاوي، التي لم تر ان الوضع مناسب الان لقوات عربية واسلامية، أو استقبال قوات من دول مجاورة. واضاف المسؤول ردا على استفسارات «الشرق الاوسط» ان الدول العربية والاسلامية قدمت العديد من المقترحات لكنها لم تكن واضحة او محددة ولم تشمل عدد القوات العربية والاسلامية. غير ان المسؤول قال ان الادراة لم تنته تماما من بحث هذه الافكار. وحسب مسؤولين سعوديين وعراقيين فإن هدف مبادرة إرسال قوة إسلامية، لحفظ السلام في العراق، يساعد الأمم المتحدة على تنظيم الانتخابات العراقية. وقد حاولت الرياض إقناع الرئيس جورج بوش بالموافقة على خطة بإرسال عدة مئات من الجنود من الأقطار الإسلامية. وقد ناقش الأمير عبد الله بن عبد العزيز هذه الخطة في محادثة هاتفية مع بوش يوم 28 يوليو (تموز) بعد لقائه مع وزير الخارجية الأميركي كولن باول، وذلك حسب المصادر السعودية العليمة. ويقول بعض الدبلوماسيين إن أنان قبل الخطة، ولكن الولايات المتحدة رفضتها لأن تلك القوة ستكون تحت سيطرة الأمم المتحدة وليس الولايات المتحدة. وقد رفضت الدول الإسلامية والعربية من جانبها ان تعمل تحت قيادة الولايات المتحدة ما أدى إلى قتل الخطة في مهدها.

وأكد البيت الأبيض يوم الجمعة الماضي أن القادة العسكريين الأميركيين اعترضوا أساسا على أن القوة الإسلامية لن تكون تحت إمرتهم. وقد صرح مسؤول في البيت الأبيض، رفض الكشف عن هويته،: « كانت تلك قضية خطيرة بالنسبة لقادة القوات المتعددة الجنسية الموجودة حاليا بالعراق».

ولكن المسؤولين العراقيين كانوا قد توصلوا إلى ترتيب مع السعوديين بألا يرسل أي بلد مجاور للعراق جنودا ضمن تلك القوة. وصرح مسؤول سعودي رفض ذكر اسمه: «كانت تلك فرصة ضيعتها الولايات المتحدة».

وقد أوحى باول بعد لقاء القادة السعوديين والعراقيين بأن من الممكن التوصل إلى حل وسط. وفي أحدى لحظات المداولات اقترح السعوديون أن توضع القوة تحت قيادة الحكومة العراقية. وقد نالت تلك الخطوة موافقة علاوي ولكنها لم تنل موافقة الولايات المتحدة.

من ناحية ثانية اعلنت الحكومة العراقية امس عن برنامج وطني لجمع الاسلحة في كل انحاء البلاد، في مسعى لمواجهة ما وصفها رئيس الوزراء اياد علاوي بانها ثلاثة انماط من اعمال العنف والارهاب تواجهها حكومته والمجتمع العراقي، وتحضيرا للانتخابات العامة مطلع العام المقبل.

وقال علاوي، في كلمة امام المجلس الوطني المؤقت، ان حكومته تريد «تعميم عملية تسليم الاسلحة» كما يحصل حاليا في مدينة الثورة (الصدر) ببغداد الى جميع المناطق «مثل البصرة وغيرها».