الحريري: أغادر بهدوء من دون خلاف مع سورية

كرامي بعد تكليفه تشكيل الحكومة اللبنانية : شرطي الوحيد إطلاق يدي في الإصلاح

TT

استدعى أمس الرئيس اللبناني اميل لحود، رئيس الحكومة السابق عمر كرامي، الى القصر الرئاسي في بعبدا وكلفه تشكيل الحكومة الجديدة خلفاً للرئيس رفيق الحريري الذي اعلن اول من امس عزوفه عن تشكيل الحكومة الجديدة، وذلك في أعقاب استشارات نيابية أجراها طوال يوم امس وكانت حصيلتها تأييد 82 نائبا تكليف كرامي بتشكيل الحكومة المقبلة. ويتوقع ان تشكل الحكومة في مدة اقصاها نهاية الاسبوع الحالي في ضوء ما يتردد عن اتفاق مسبق على معالمها.

وكانت جولة الاستشارات التي أجراها الرئيس لحود امس شبيهة الى حد كبير بجلسة تمديد ولايته في مجلس النواب، اذ قاطعها النواب الـ 29 الذي صوتوا ضد التمديد; وابرزهم نواب «اللقاء الديمقراطي» برئاسة النائب وليد جنبلاط، و«لقاء قرنة شهوان» المسيحي المعارض.

ولفت الموقف الذي اتخذه الرئيس الحريري باعلان كتلته التي تضم 15 نائباً عن تقديم «ورقة بيضاء». واوضحت كتلة الحريري ان ذلك لا يعني انها صنفت نفسها كمعارضة، وقال عضو الكتلة النائب محمد قباني: «ان موقفنا سيتحدد على ضوء التشكيلة الحكومية وعلى ضوء البيان الوزاري. ونتمنى النجاح للحكومة المقبلة لأن نجاحها هو نجاح للبنان».

وفي يومه الاول بعد قرار خروجه من الحكم بدا الحريري مرتاحاً.

وقال لـ«الشرق الاوسط» مبتسما: «كل شيء طبيعي. وقد حرصت على ان استقيل وأغادر الحكم بشكل هادئ ومن دون خلاف مع الإخوة في سورية. وهذا ما حصل». وعن مشاريعه المستقبلية، قال انه باق في بيروت «في الوقت الحاضر».

اما الرئيس كرامي، فبدا متهيباً للموقف، وقال للصحافيين الذين زاروه في منزله في بيروت: «الحمل ثقيل». مشيرا إلى ان شرطه الوحيد لتشكيل الحكومة كان «اطلاق يده في الاصلاح».

وبعد تبلغه قرار التكليف، قال كرامي في مؤتمر صحافي عقده أمس أن أولى مهام حكومته «وضع قانون انتخاب يؤمن التمثيل الصحيح» للبنانيين. تجدر الاشارة الى انه غداة الاستقالة المفاجئة للحريري، سجلت بورصة بيروت أمس تراجعا بنسبة 3.9 في المائة عن أول من أمس.