الأردن يعرض على سورية تأجير الأراضي المتنازع عليها

TT

قال مصدر اردني لـ«الشرق الأوسط» ان الاردن طرح على سورية عدة خيارات لحل الاشكال الحدودي بين البلدين بينها تأجير الاراضي الاردنية في منطقة الطبريات «الاراضي الاردنية داخل الحدود السورية حاليا» مقابل تل الشام او اعادة ترسيم الحدود بين البلدين، وذلك بحصول الاردن على اراض سورية مقابل الاراضي الاردنية البالغ مساحتها 125 كيلومترا مربعا.

واضاف المصدر ان الحل ليس قريبا جدا الآن، والمباحثات لا تزال جارية للبحث عن حلول جذرية للاشكال الحدودي، موضحا ان الجانب السوري يؤكد للاردنيين ان السوريين اقاموا في الاراضي الاردنية التي يعترفون انها اردنية منذ 70 عاما، حيث زرعوها واقاموا المزارع والبيوت والعقارات واقاموا فيها مراكز الشرطة والنظام والشوارع والبنية التحتية اللازمة لمعيشة المواطنين.

وكانت اللجنة الامنية الاردنية ـ السورية المصغرة استأنفت امس اجتماعاتها في عمان وتركزت على حل لمشكلة المواطنين السوريين الموجودين على الاراضي الاردنية في سورية، فيما تم حسم اجراء التعديلات الحدودية بين البلدين واعادة الترسيم بناء على حدود عام 1923 .

وقد التقى وزير الداخلية الاردني المهندس سمير الحباشنة امس بالوفد السوري برئاسة معاون وزير الخارجية السوري وعدد من كبار الضباط الأمنيين من الجانبين واستمرت المباحثات قرابة نصف ساعة استأنفت فيما بعد.

وقالت المصادر الاردنية لـ«الشرق الاوسط» ان الجانب السوري اعلن تمسكه بالحدود الدولية المرسومة بين البلدين منذ عام 1923 لكنه يطالب بحل «إنساني» لعدد من التجمعات السكانية السورية التي اقيمت على الاراضي الاردنية منذ عام 1970 عندما دخل الجيش السوري الى مناطق في شمال الاردن إثر الاحداث بين الجيش الاردني والمنظمات الفلسطينية. ولا يمانع الجانب الاردني في تبادل الاراضي في منطقة الحرة المحاذية للحدود العراقية; وهي اراض صحراوية تصعب السيطرة الامنية عليها وتشكل بؤرة للتهريب بين البلدين. لكن الاردن يرفض اجراء مثل هذا التبادل في المناطق المتاخمة لمنطقة الحمة السورية، التي احتلتها اسرائيل عام 1967 والقريبة من بحيرة طبريا، والتي أنشئت فيها تجمعات سكانية سورية ومزارع وحفرت فيها آبار ارتوازية سورية داخل الاراضي الاردنية، ويصر الاردن على عودتها الى السيادة الاردنية لأهميتها المائية.

ويخطط وزير الداخلية الاردني، سمير الحباشنة، الذي اطلع على نتائج المباحثات الامنية لقاء نظيره السوري في دمشق قريباً من أجل إنهاء هذا الملف العالق منذ عشرات السنين.