عرفات في غيبوبة بين الحياة والموت

استنفار في القيادة الفلسطينية وأبو عمار لم يترك وصية وإسرائيل تفتح معركة دفنه * بوش: يرحمه الله

TT

وهو بين الحياة والموت, اخضع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مساء امس الى مزيد من الفحوصات الطبية في مستشفى بيرسي العسكري في كلامار جنوب غربي فرنسا. بينما قالت مصادر طبية فرنسية انه في غيبوبة عميقة من الدرجة الرابعة، وقالت واشنطن ان باريس ابلغتها ان عرفات في غيبوبة جزئية.

وقال مسؤول فلسطيني لـ«الشرق الاوسط» ان الرئيس اخضع مساء امس لمزيد من الفحوصات، نافيا ان يكون في حالة موت سريري او غيبوبة من الدرجة الرابعة (الخطيرة جيدا) كما نقل عن لسان مصادر طبية فرنسية. غير ان المسؤول اكد خطورة الوضع ولم يستبعد ان يكون الرئيس في حالة ميؤوس منها.

وجاءت تصريحات المسؤول الفلسطيني مساء امس, بعد يوم من التقارير المتضاربة وصلت حد تأكيد وفاته. وقاد هذه التصريحات قناة تلفزيونية اسرائيلية خاصة واذاعة الجيش الاسرائيلي, اذ اعلنتا نقلا عن مصادر فرنسية لم تسمياها, ان الرئيس عرفات فارق الحياة. واكد هذا النبأ جان كلود يونكر رئيس وزراء لوكسمبورغ الذي قال ان عرفات «توفي قبل 15 دقيقة». لكن يونكر سرعان ما تراجع عن تصريحه هذا بعد اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك، الذي كان قد قضى بعد ظهر امس حوالي نصف ساعة الى جانب عرفات.

وترحم الرئيس الاميركي جورج بوش لدى سؤاله عن موقفه من التصريحات المتضاربة حول وفاة عرفات, على روح الرئيس الفلسطيني. وقال «فليبارك الله روحه» وتعهد بالعمل من اجل اقامة دولة فلسطينية حرة.

ونقلت الشبكة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي عن مسؤولين سياسيين في القدس قولهم مساء امس ان عرفات لا يمكن ان يدفن الا في قطاع غزة. يذكر ان افرادا من عائلة عرفات مدفونون في قطاع غزة.

وكررت رئاسة الحكومة الاسرائيلية القول اليوم انها ستعارض دفن عرفات في الحرم القدسي في القدس الشرقية، بناء على رغبته التي عبر عنها مرارا، كما ذكرت الاذاعة الرسمية الاسرائيلية.

ولم يكتب عرفات وصية تتعلق بدفنه. هذا ما قاله مسؤول فلسطيني رفيع المستوى. وأضاف المسؤول عندما سألته «الشرق الأوسط» إن كانت هناك ترتيبات حول دفن الرئيس عرفات في حال وفاته، قال «ليست هناك أية ترتيبات من أي نوع ولم نتحدث على الإطلاق في هذا الموضوع». وردا على سؤال عن السبب والأمر محتمل، قال المسؤول «حتى لا يفسر السؤال وكأنه أمنية بوفاة الرئيس».

ولاحتواء ما قد يحصل في حال وقع الحدث الجلل (وفاة عرفات), على حد قول مسؤول فلسطيني اخر لـ «الشرق الاوسط», اعلنت القيادة الفلسطينية انها في حالة انعقاد كامل. وعقد رؤساء الاجهزة الامنية الليلة الماضية اجتماعا اتفقوا فيه على الاجراءات اللازم اتخاذها.