رحل الرمز.. وبقيت القضية

في اليوم الـ 13 توقف قلب عرفات * قيادة فلسطينية جماعية من أبومازن وأبو علاء وقدومي... وفتوح

TT

في الساعات الاولى من فجر اليوم الثالث عشر من وصوله الى باريس للعلاج من مرض لم يكشف عنه بعد، توقف نبض قلب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، كما توقفت رئتاه عن العمل، لتفارق روحه جسده معلنة بذلك نهاية مرحلة فلسطينية وبداية مرحلة اخرى، في غياب «الرقم الصعب في معادلة الشرق الاوسط». لكن غيابه يطرح الكثير من التساؤلات حول الوضع الفلسطيني بشكل عام، والصراع على السلطة بشكل خاص، ومصير عملية السلام.

واعلن المتحدث باسم المستشفى في بيان مقتضب جدا «ان السيد ياسر عرفات، رئيس السلطة الفلسطينية، توفي في مستشفى بيرسي العسكري كلامار في الساعة الثالثة والنصف من هذا الصباح». ورفض الجنرال الطبيب اضافة اي شيء اخر حول ظروف الوفاة.

وودعت فرنسا جثمان الرئيس عرفات، الذي كان ملفوفا بالعلم الفلسطيني، رسميا ومحمولا على اكتاف حرس الشرف. وقام الرئيس جاك شيراك بتقديم التعازي شخصيا لأسرة واقارب الرئيس الفلسطيني.

وأقلت طائرة حكومية فرنسية الجثمان برفقة زوجة الرئيس الفلسطيني سهى عرفات، ووزير خارجية السلطة الفلسطينية نبيل شعث، ومندوب فلسطين في الامم المتحدة ناصر القدوة، وهو ابن شقيقة عرفات، ومدير مكتبه رمزي خوري، وحارسه الشخصي الى مطار القاهرة. وتجري القاهرة للرئيس عرفات تشييعا رسميا وعسكريا، يشارك فيه عدد من الزعماء العرب، وفي حوالي الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر اليوم، يصل جثمان الرئيس برفقة الوفد الفلسطيني الى مقر المقاطعة في رام الله، على متن طائرة هليكوبتر عسكرية مصرية.

وتبحث القيادة الفلسطينية في امكانية تأخير الدفن، ليتسنى لحشود الجماهير القادمة من المحافظات المختلفة، القاء النظرة الاخيرة على رئيسهم، وذلك بالطواف بالجثمان في شوارع رام الله. لكن ثمة مخاوف، من ان تفلت الامور من بين ايدي الشرطة والامن وتخطف الجماهير جثمان الرئيس، كما قال الوزير قدورة فارس لـ«الشرق الاوسط»، مما يثير نوعا من البلبلة.

الى ذلك، نقلت السلطات الثلاث، التي كان يتبوأها الرئيس الراحل، بسلاسة الى ثلاثة من القادة الفلسطينيين. فقد انتخب ابو مازن رئيسا للجنة التنفيذية للمنظمة، وانتخب ابو اللطف رئيسا للجنة المركزية لحركة فتح، بينما حلف روحي فتوح اليمين الدستورية كرئيس مؤقت للسلطة الفلسطينية،بينما يتولى احمد قريع «ابو علاء» رئاسة الحكومة.

(شارك في التغطية من لندن علي الصالح ونديم نحاس. ومن تل ابيب نظير مجلي. ومن باريس ميشال ابو نجم. ومن غزة صالح النعامي.