انتقل زحام القاهرة من الأرض الى السماء امس بعد ان اجتاحت أسراب من الجراد الصحراوي الأحمر القاهرة وعددا من محافظات مصر أمس، مما اضطر السلطات إلى إعلان حالة الطوارئ والتأهب لمواجهته، بينما سيطرت حالة من الذعر بين سكان بعض الأحياء جراء هجوم الجراد الذي طال الساحة الخارجية لمجلس الشعب (البرلمان) وكاد يحجب الرؤية في سماء العاصمة المصرية.
وقد حلقت بعض أسراب الجراد المقبلة من غرب أفريقيا على ارتفاع منخفض فوق أحياء وميادين عديدة بالقاهرة. وعندما حط بعض الأسراب بإحدى مدارس البنات أصيبت التلميذات بالذعر. ولما خرج تلاميذ مدارس أخرى إلى الشوارع وشاهدوا الجراد راحوا يصرخون جراء المشهد الذي لم تره القاهرة منذ 50 عاما.
وقد منعت العديد من الأسر أولادها من الذهاب إلى المدارس، أو الخروج إلى الشارع خوفاً من هجمات الجراد . كما بدت علامات الحذر على عدد كبير من السائرين بشوارع القاهرة ، حيث بدت أنظارهم مشدودة بشكل لافت إلى السماء. وقررت اللجان المختصة في البرلمان عقد جلسات خاصة طارئة لمتابعة جهود أجهزة الحكومة المعنية في مواجهة الجراد. وجاء ذلك بعد أن انهالت طلبات الإحاطة على الحكومة لسؤالها عن جهودها في المواجهة، وبعد أن هاجم الجراد الأشجار والخضرة وأحواض الورود في الساحة الخارجية للبرلمان. من جانبه أكد المهندس أحمد الليثي، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، في مؤتمر صحافي عقده أمس أن الرئيس حسني مبارك يتابع بنفسه وباهتمام بالغ أسراب الجراد التي ظهرت في سماء القاهرة والاجراءات التي اتخذت لمكافحتها.
الدكتور منير بطرس، ممثل مكافحة الجراد بمنظمة الاغذية والزراعة، خلال المؤتمر انه لا تخوف من تكاثر الجراد في مصر لان البيئة غير مناسبة من ناحية الحرارة والرطوبة لتكاثر هذا الجراد. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية أن طول بعض أسراب الجراد وصل إلى نحو 7 كيلومترات ووصل عرضها إلى 5 كيلومترات وتطير على ارتفاعات متباينة وفي طبقات.