البحر ابتلع اليابسة وخلف أكثر من 11 ألف قتيل من آسيا إلى أفريقيا

أعنف زلزال من 40 عاما يضرب سومطرة ويسبب أمواجا بلغ ارتفاعها 10 أمتار

TT

في واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية خلال المائة عام الاخيرة، استيقظ الملايين في جنوب آسيا صباح امس على البحر وهو يبتلع اليابسة في ثوان معدودة بعد زلزال عنيف نادر بقوة 8.9 درجة على مقياس ريختر ضرب جزيرة سومطرة شمال اندونيسيا، وامتد تأثيره المدمر ليثير موجات من المد المائي العنيف غمرت سواحل الهند واندونيسيا وسري لانكا وتايلند والمالديف وبنغلاديش. واشارت الاحصاءات الاولى لاعداد الضحايا الى مقتل ما لا يقل عن 11 الف شخص، وإصابة الآلاف غيرهم، اضافة الى تشريد ما لا يقل عن مليوني شخص. وقد امتدت موجة المد الى سواحل شرق أفريقيا، وادت الى فقدان 16 شخصا على الاقل على سواحل الصومال بالقرب من ميناء المعان.

وقال شهود عيان في سري لانكا ان الناس المصدومين من سرعة تدفق المياه وغمرها لليابسة، كانوا يصيحون وهم يركضون ويتدافعون «البحر ابتلع اليابسة». وقال احد الشهود الناجين في اندونيسيا ان الموجة الاولى من مد المياه لم تكن شديدة الارتفاع لكن التي تلتها انقضت على منزله فغمرته بالمياه محدثة هديرا هائلا مما اضطره الى الالتجاء الى السطح. وتشير اخر حصيلة في سريلانكا الى سقوط 2300 قتيل.

وفي نيودلهي، قال مسؤول بالحكومة الهندية ان ما لا يقل عن 2000 شخص قتلوا في ولاية تاميل نادو الهندية. وحول الاضرار في اندونيسيا، قال مسؤول في الشرطة ان موجات المد ادت الى مقتل نحو 5000 شخص، الكثير منهم في اقليم اتشيه بجزيرة سومطرة في اقصى شمال البلاد. اما في تايلند، فقد اعلنت مصادر رسمية ان 310 أشخاص على الاقل قتلوا واصيب اكثر من الفين بجروح في منطقة جنوب تايلند السياحية بسبب الامواج العاتية التي ضربت الساحل. وفي جزر المالديف، التي اجتاحتها امواج البحر ايضا، تحدث مسؤولون عن سقوط ضحايا حدد عددهم بشكل اولي بنحو 15 قتيلا.

وبحسب خبراء جيولوجيين فإن الزلزال العنيف، والمد المائي الذي نتج عنه ناجم عن تراكم هائل للطاقة تحت الارض. وزلزال امس هو خامس اقوى زلزال في العالم منذ قرن من الزمان، والاسوأ على الاطلاق منذ نحو 40 عاما. وقال مسؤولون ان موجات المد والجزر التي اثارها الزلزال بلغ ارتفاعها عشرة امتار.