مؤتمر الرياض: توصية لإنشاء صندوق لمساعدة ضحايا الإرهاب

سعود الفيصل: لا أفهم ما أهمية التعريف .. الإرهاب هو الإرهاب * العراق يحمل التيارات القومية في سورية والأردن واليمن مسؤولية العنف

TT

قدمت السعودية، امس خلال أعمال المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب المنعقد بالرياض، اقتراحا بإنشاء هيئة دولية تتولى تطوير آليات لتبادل المعلومات والخبرات بين الدول في مجال مكافحة الإرهاب، وربط مراكز مكافحة الإرهاب الوطنية بقاعدة بيانات تتيح أكبر قدر ممكن من تحديث المعلومات وسرعة تبادلها بين الدول.

وجددت السعودية تأكيدها أمس على ضرورة تضافر الجهود الدولية للوقوف في وجه الإرهاب والتصدي له واستئصاله ومنع أسباب انتشاره والقضاء على مصادره. وأكد مجلس الوزراء السعودي الذي رأس جلسته أمس خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز في قصر السلام بمدينة جدة، على أهمية خروج المؤتمر المنعقد في الرياض بنتائج وتوصيات تخدم دول العالم كافة لمواجهة واحتواء ظاهرة الإرهاب. كما عبر المجلس عن استنكاره للأعمال الإرهابية التي شهدتها الكويت في الآونة الأخيرة.

وصرح مصدر رسمي بأن المؤتمر سيقترح إنشاء صندوق لمساعدة الضحايا يمول من الأموال المصادرة من الإرهابيين. وقال كونراد داسن العضو في الوفد البلجيكي في المؤتمر الصحافي الذي ترأسه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل «هناك توصية بأنه في حال مصادرة أموال يكون علينا مساعدة ضحايا الإرهاب». وأكد عدم قدرته على تقدير قيمة مثل هذا الصندوق. وإنشاء هذا الصندوق من التوصيات الـ55 التي وضعتها أربع مجموعات عمل سترفع اليوم للموافقة عليها خلال المؤتمر.

وأكد الأمير سعود أن المؤتمر سيستنتج أن الإرهاب «ظاهرة عالمية تتجاوز العقائد والبلدان والديانات»، وأشار إلى أن المؤتمر تجنب التركيز على مسألة تحديد الإرهاب. وقال «لا افهم ما أهمية» تحديد الإرهاب. وخلص إلى القول «عندما نواجه عملا إرهابيا نعرف أن الأمر إرهاب. والإرهاب هو الإرهاب».

وأكد وزير الخارجية السعودي أن أولى ثمرات المؤتمر كانت تعميق المعرفة حول ظاهرة الارهاب العالمي، إضافة إلى الاتفاق على ضرورة التعاون الدولي لمكافحة هذه الظاهرة.

من ناحية أخرى، شدد مساعد وزير الداخلية رئيس الوفد السعودي المشارك الأمير محمد بن نايف على انه قد حان الوقت لتفويت الفرصة على الإرهابيين، وعدم تمكينهم من تحقيق غاياتهم في جعل العالم «ميدان صراع لا ينتهي».

الى ذلك، شهدت الجلسة الصباحية أمس تحفظات لبنانية على بعض الفقرات في الورقة الثانية التي أشارت إلى ضرورة وجود قوائم لمجلس الأمن تتضمن جميع الإرهابيين، موضحة أن هناك مشكلة في تحديد تعريف واضح للإرهاب. وتساءل رئيس فرع الشؤون العربية في وزارة الخارجية اللبنانية بسام النعماني عن الجهة التى تقوم باعداد القوائم الإرهابية في الأمم المتحدة، موضحا أن لبنان نادى بالتمييز بين الحق في المقاومة والإرهاب. وقال «لا نستطيع تبرير الإرهاب أو الأعمال الإرهابية وبنفس السياق لا تستطيع اي دولة أن تمارس الإرهاب ضد الشعب المحتل، فالاحتلال يؤدي إلى القتل والإذلال وانتهاك حقوق الإنسان». وقد حمل الوفد العراقي المشارك في مؤتمر الرياض ما يدور في العراق من أعمال تمرد إلى فلول النظام الحاكم السابق والتيارات السياسية القومية المتوافقة معه في مصر وسورية والأردن بحكم انها ترى في النشاطات الإرهابية اعمال مقاومة تدافع عن عروبة العراق.

إلى ذلك، أكد وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب، الذي يرأس وفد بلاده في مؤتمر مكافحة الإرهاب، تأييد العراق للمقترح الذي قدمه ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، مؤكداً استعداد العراق للمشاركة في دعم المركز. وقال النقيب لصحافيين امس ان مصادر تمويل الجماعات الإرهابية في العراق تأتي من أشخاص في منطقة الشرق الأوسط إضافة الى دول عربية، مبينا أن هذا التمويل النقدي يتم تهريبه عبر الحدود. واشار الى ان نحو 30% من المسلحين العرب الناشطين في العراق هم سودانيون. وقال انه يعتقد بأن قوات الأمن العراقية ستتمكن من السيطرة على الاوضاع الأمنية في الداخل بشكل كامل في غضون 18 شهرا.