بينما استمر توافد الشخصيات المعزية من دول العالم وتدفق الالاف من مختلف المناطق اللبنانية لزيارة قبر رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحراري، قال مسؤول أميركي للـ «الشرق الأوسط» ان سورية أصبحت على رأس قائمة الأولويات الأميركية بعد اغتيال الحريري متهما اياها بأنها عامل عدم استقرار في لبنان. في غضون ذلك طالبت عائلة الحريري في بيان أصدرته أمس بتحقيق عربي ودولي لكشف الجناة. وطالب بيان العائلة المجتمع العربي والدولي بتنفيذ مضمون اعلان مجلس الامن الدولي الصادر في 15 فبراير (شباط) الحالي بحيث يتم «كشف الجناة ومعاقبتهم في مهلة قصيرة ومعقولة».
ووجهت العائلة كلمة عرفان للسعودية وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز والامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي لان السعودية شكلت بالنسبة له المنطلق الرئيسي للمهمة الوطنية والقومية التي اسهمت في انقاذ لبنان وارساء دعائم اتفاق الطائف واعادة اعماره. وتعهدت العائلة وابناء رفيق الحريري بالابقاء على الخط الذي انتهجه الراحل, وان لا تحيد عنه قيد انملة. واكدت زوجة وابناء واسرة رفيق الحريري «سنبقى في صميم العمل الوطني والقومي، كما نعلن تمسكنا بخطه السياسي المتمثل بتيار المستقبل وبالثوابت الوطنية القائمة على سيادة لبنان واستقلاله». كما اكدت وقوفها الى جانب حلفائها في الساحة اللبنانية لاسيما البقاع والجنوب والشمال وكذلك في الجبل «ممثلا بالصديق الوفي وليد جنبلاط».
وفي باريس اعتبرت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو ماري أمس ان لبنان «يجب ان يستعيد سيادته». وقالت اليو ماري في مقابلة مع التلفزيون الحكومي وراديو فرانس انفو «لقد شكل الامر صدمة كبيرة لكل سكان لبنان الذين يتعرضون منذ اعوام لامور عديدة والذين هم بحاجة الى استعادة سيادتهم». واضافت ان «ما نأمله هو ان يستعيد لبنان سيادته وسيادته كاملة بجميع اشكالها»، في اشارة الى الهيمنة السورية على لبنان.
في الوقت ذاته كشف مصدر أميركي مسؤول لـ«الشرق الأوسط» أن الولايات المتحدة استدعت سفيرتها من دمشق بعد تلقي الأجهزة الأمنية معلومات وقرائن مادية من مصادر لبنانية وفرنسية متطابقة تشير إلى أن الجهاز المسؤول عن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، هو نفس الجهاز الذي يقف وراء التفجيرات الكبرى التي وقعت في العراق خلال العامين الماضيين.