مشروع قرار أميركي ـ فرنسي لانسحاب سوري بنهاية مارس

أنان يدعو لانسحاب قبل ابريل ورسالة تلقتها دمشق «تعبير إعادة الانتشار لم يعد مقبولا»

TT

قالت مصادر دبلوماسية لـ «الشرق الأوسط» ان اطرافا عربية أبلغت دمشق بأن واشنطن وباريس تعدان مشروع قرار الى مجلس الأمن يلزم سورية بالانسحاب من لبنان قبل نهاية مارس، وأن الأطراف الدولية تعتبر ان مصطلح اعادة الانتشار لم يعد مقبولا والمطلوب هو انسحاب كامل. وذكرت المصادر ان الرسالة التي نقلت الى دمشق كان مضمونها «ساعدوا انفسكم لكي نساعدكم».

في الوقت ذاته دعا كوفي انان أمين عام الأمم المتحدة سورية الى سحب قواتها بحلول ابريل (نيسان المقبل) قبل تقديم تقريره الى مجلس الأمن.

الى ذلك ساد لغط في بيروت امس حول معلومات تحدثت عن بدء القوات السورية العاملة في لبنان تنفيذ عملية اعادة انتشار سادسة لها تتجمع فيها هذه القوات في منطقة البقاع تنفيذاً لاتفاق الطائف.

وكان وزير الدفاع عبد الرحيم مراد أول من تحدث ظهر امس عن بدء القوات السورية تنفيذ العملية المشار اليها. وقال رداً على سؤال لـ«الشرق الاوسط» قبل دخوله جلسة مجلس الوزراء غروب أمس: «ان القرار اتخذ وسيبدأ التنفيذ في الساعات القليلة المقبلة». الا ان مصدراً عسكرياً مسؤولاً نفى لـ«الشرق الأوسط» علمه بالأمر، موضحاً «ان لا شيء يحصل على الارض حتى الساعة».

وعقب جلسة مجلس الوزراء اللبناني التي انعقدت امس برئاسة عمر كرامي قال الاخير «ان خطوة اعادة الانتشار عند حصولها ليست نقطة ضعف للسلطة ولا تحصل لاجل المعارضة ولكن تطبيقا لاتفاق الطائف، اما وزير الدفاع عبد الرحيم مراد فأوضح بأنه لا توجد مهلة محددة حتى الآن لاعادة الانتشار»، مؤكدا ان مسألة اجهزة المخابرات السورية وانسحابها من لبنان غير واردة في النقاش. وان ما يحصل هو فقط ما ينص عليه اتفاق الطائف».

وجاءت تصريحات كرامي ومراد بعد ساعات على تأكيد دمشق على لسان نائب وزير خارجيتها السفير وليد المعلم «التزامها تطبيق اتفاق الطائف»، وقولها «ان تسريع وتيرة الانسحابات يستدعي تمكين قوات الجيش اللبناني والأمن الداخلي من سد الفراغ الذي يمكن ان يحصل بطريقة لا تخل بأمن لبنان وسورية». من جهة أخرى تسربت أنباء أمس، مصدرها رجل أعمال عربي مقرّب من الحكومة الفرنسية، أن اللواء آصف شوكت، رئيس شعبة المخابرات العسكرية السورية الجديد، قد قام بزيارة سرية إلى فرنسا ليل الأحد الماضي واستمرت يومين «أجرى خلالهما لقاءات مع مسؤولين أمنيين وسياسيين فرنسيين» بحسب ما قال المصدر الذي طلب من «الشرق الأوسط» عدم ذكر اسمه.

وقد اتصلت «الشرق الأوسط» أمس بالجنرال اللبناني المقيم في باريس، ميشال عون، فقال إنه لا يعرف شيئا عن هذا الخبر «لكني أعتقد، فيما إذا كان الخبر صحيحا، أن اللواء شوكت حمل رسالة إيجابية ما إلى الفرنسيين، وتتعلق على الأرجح بالانسحاب السوري من لبنان».