المعارضة اللبنانية ودمشق وجها لوجه

بعدأن أسقط الشعب حكومة كرامي ورحبت عواصم وحذر جنبلاط من تنصيب حكومة عسكرية

TT

اعلن رئيس الوزراء اللبناني عمر كرامي استقالة مفاجئة لحكومته في اليوم الاول لبدء مجلس النواب جلسات المناقشة في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابقة رفيق الحريري. وجاءت الاستقالة في يوم شهد مظاهرات حاشدة. ومع ترحيب بعض العواصم ،اصرت المعارضة على المطالبة بخروج القوات السورية مما يضعها الآن وجها لوجه أمام دمشق.

وفيما عزا كرامي، في كلمته امام المجلس، الاستقالة الى التجني والظلم والاتهامات التي ألصقتها به المعارضة بعد اغتيال الحريري. الا انه قال لـ«الشرق الأوسط» مساء بعد عودته الى منزله ان عبارة شقيقة الرئيس الشهيد النائبة بهية الحريري «فلتسقط الحكومة» التي جاءت في ختام الكلمة التي ألقتها في البرلمان صباح امس، كانت العامل الحاسم في اتخاذ قراره بالاستقالة. وابدى كرامي تخوفه من الأيام المقبلة والدخول في المجهول وشل المؤسسات. فيما قال وزير بارز في حكومة كرامي المستقيلة لـ«الشرق الأوسط»: «ان المطلوب الآن بعد «رأس» الحكومة «رأس رئيس الجمهورية اميل لحود». وصدر عن رئاسة الجمهورية مساء امس بيان بقبول استقالة كرامي والوزراء والطلب إليهم الاستمرار في تصريف الاعمال ريثما تشكل حكومة جديدة.

وانقسمت المعارضة اللبنانية حول الخطوات اللاحقة بعد الاستقالة. فقال إلياس عطا الله، وهو من شخصيات المعارضة البارزة ان المعارضة تعلن استمرار الاحتجاجات حتى الانسحاب السوري الكامل. الا ان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، قال «الهدف الاساسي كان إسقاط الحكومة.. حققنا هذا.. اليوم نحن في منعطف جديد تاريخي من البلاد. اعتقد اننا دخلنا في مرحلة لا بد من الهدوء». وتابع «الحكومة العسكرية مرفوضة.. لا يستطيع النظام فرض حكومة عسكرية. ومن ناحيته ابلغ مصدر سوري مطلع «الشرق الاوسط» ان استقالة كرامي لا بد ان يضع الجميع امام مسؤولياتهم معربا عن امله الا يحدث فراغ دستوري وتعطل المؤسسات.

وفي واشنطن اعرب المتحدث باسم البيت الابيض عن ترحيب بلاده باستقالة حكومة كرامي قائلا انها تمثل فرصة للبنانيين كي تكون لهم حكومة جديدة. كما طالبت فرنسا «بانسحاب القوات الاجنبية واجهزة الاستخبارات» من لبنان.

واثر اعلان الاستقالة هاجم مسلحون مكتب الوزير السابق سمير الجسر المنسق العام لتيار المستقبل التابع للحريري بشمال لبنان، كما هاجم آخرون منزل النائب د. احمد فتفت في طرابلس، وذكرت مصادر أمنية عن سقوط قتيل من انصار كرامي.

الى ذلك قال الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة نشرتها صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية ان القوات السورية يمكنها من الناحية الفنية الانسحاب قبل نهاية السنة مستطردا «ولكن من الناحية الاستراتيجية ذلك يمكن ان يحصل فقط اذا حصلنا على ضمانات جدية وبتعبير آخر السلام»