كرامي «يعتذر عن اعتذاره» .. وسورية تفكك دفاعاتها في البقاع

«الشرق الأوسط» في عنجر: من قلعة أثرية إلى قرية استخباراتية

TT

كرامي «اعتذر.. لم يعتذر» عن تشكيل الحكومة الجديدة. هكذا بدا امس المشهد السياسي في لبنان المتجه الى مزيد من التوتر بعدما اجل الرئيس المكلف عمر كرامي مسألة اعتذاره رسمياً عن عدم تشكيل الحكومة وربط ذلك بما يقرره اجتماع نواب «لقاء عين التينة» الذي يضم قيادات وقوى سياسية وحزبية موالية والمقرر عقده في مقر الرئاسة الثانية في بيروت مساء يوم غد.

وعلمت «الشرق الاوسط» ان اللقاء المذكور قد يتجه الى تسمية مرشح من قبله لتشكيل الحكومة بعد اعلان كرامي استقالته رسمياً صباح يوم السبت او الاثنين المقبلين، على ان يلتزم المرشح تشكيل حكومة اتحاد وطني.

وفي نيويورك ذكرت مصادر مطلعة أن مشروع القرار الفرنسي بشأن تشكيل لجنة التحقيق في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الراحل، رفيق الحريري، قدم امس الى مندوبي الدول الاعضاء في المجلس. وذكرت هذه المصادر ان فرنسا أعدت مشروع القرار «بالتعاون» مع دول اخرى ولا سيما الاميركيين. ويفيد مشروع القرار أن مهمة لجنة التحقيق الدولية هي «مؤازرة» السلطات اللبنانية في تحقيقاتها، غير انه يطلب توفير الحرية الكاملة للجنة في متابعة مهامها ويشترط عليها تقديم تقرير عن اعمالها في مدة أقصاها شهران من تاريخ صدور القرار.

وكان وزير الخارجية السوري، فاروق الشرع، قد ابلغ مجلس الامن أول من أمس، في رسالة خطية، ان سورية ستسحب «جميع قواتها» من لبنان قبل الانتخابات اللبنانية المقررة في مايو (أيار) المقبل.

وواصلت القوات السورية العاملة في لبنان عمليات تفكيك مواقعها في سهل البقاع، وبدأت امس عملية تفكيك وحدة الرادارات في ضهور العيرون (تلال سرعين) في الجانب الشرقي من سهل البقاع.

على صعيد اخر التقت «الشرق الأوسط» بعدد من اللبنانيين الذين اعتقلوا في السابق من قبل القوات السورية الموجودة في لبنان واقتيدوا الى عنجر مركز جهاز الامن والاستطلاع للقوات السورية، حيث قالوا انهم خضعوا للتعذيب قبل التحقيق، وتحدثوا عن تجربتهم في هذا المركز ومنهم جوزيف، الذي اعتقل في اكتوبر (تشرين الاول) من عام 1993 . وهو مقرب من العماد ميشال عون، حيث قال «كنت أضرب بالكرباج على ظهري وكافة نواحي جسمي وعلى كعب قدمي».

وعندما قامت «الشرق الأوسط» بمقابلة عبد الله احد المعتقلين السابقين لدى المخابرات السورية في عنجر ظهرت الدهشة واضحة في عينيه عند ذكر اسم مدينة عنجر، وقال معلقا إنها مكان سيئ و«مركز لمعالجة المعلومات التي يتم الحصول عليها من الاشخاص بالإكراه».

ويعود تاريخ انشاء عنجر الى العصر الاموي، وكتب لهذه المنطقة ان تدمر بسبب الصراع على السلطة بأمر من الخليفة مروان الثاني عام 744 ميلادية بعد انتصار ابراهيم بن الوليد في معركة دارت رحاها قرب البلدة التي أخذت تتداعى حتى تحولت في القرن الرابع عشر الى أطلال محاطة بالمستنقعات.