أميركا: تيري شيافو أشعلت معركة بين السلطات الثلاث وماتت

TT

توفيت أمس تيري شيافو، 42 عاما، بعد اكثر من 15 سنة من فقدانها للإدراك على اثر تعرضها في 25 فبراير (شباط) عام 1990 الى نوبة قلبية حادة، أدت الى حدوث نقص حاد في تزود دماغها بالأوكسجين والى تلف في المخ، وأطلق العلماء على حالة غيبوبتها الطبية «حالة فقدان الادراك المتواصل».

ولم يكن أطباء الأعصاب سعيدين قط بالمعركة القضائية التي دارت بين زوجها ووالديها، حول نزع أنبوبة التغذية التي تمدها بالحياة، أو إبقائها على قيد الحياة والتي انتهت بفوز زوجها ووفاتها، لأن هذه المعركة التي اتخذت أبعادا حقوقية وسياسية ودينية، أقصت الجانب العلمي لهذه الحالة الطبية. وكانت شيافو اشعلت معركة بين السلطات الثلاث في أميركا وتدخل الرئيس الأميركي جورج بوش بعد ان قطع اجازته لصالح ان تبقى على قيد الحياة.

وقال الراهب بول أودنل، الذي يقول إنه المرشد الروحي لعائلة شيندلر، إن والدي شايفو وشقيقها لم يكونوا في غرفتها عندما لفظت أنفاسها الاخيرة. وفي الفاتيكان، قال الكاردينال ريناتو مارتيني، رئيس المجلس الحبري للعدالة والسلام، قبيل الإعلان عن وفاتها «إن المنطق قبل الرحمة ومبدأ الاحترام الواجب لكل انسان، يؤكدان ضرورة تجنب ما يمثل جريمة في الواقع بعيدا عن محاولات تجميل العبارات، وبالتالي فإنه يستحيل أن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا الفعل من دون أن نصبح متواطئين فيه».

ولم تفت المناسبة على الرئيس الأميركى جورج بوش، إذ قال إن الولايات المتحدة تشعر بـ«الحزن» لوفاة تيري شايفو، وتؤكد تمكسها مجددا بـ«ثقافة الحياة»، داعيا كل الذين يكرمون تيري شايفو «الى مواصلة بناء ثقافة الحياة التي تتسع لكل الأميركيين وتحميهم وخصوصا أولئك الذين يحتاجون لرأفة الآخرين».