4 صور لصدام تثير زوبعة سياسية

«الصن» قالت إن عسكريين أميركيين سلموها الصور «لإضعاف المقاومة» * تحقيقات أميركية في الواقعة وبوش يقلل من أثرها

TT

تفجرت أمس ضجة كبيرة بعد نشر صحيفة «الصن» البريطانية صورا للرئيس العراقي السابق صدام حسين داخل زنزانته، يظهر في احداها بملابس داخلية. وقالت ««الصن» في معرض توضيحها لكيفية حصولها على الصور ان مسؤولين عسكريين اميركيين زودوها بها «لاضعاف المقاومة». وأعلن الجيش الاميركي أمس انه فتح تحقيقا لتحديد مصدر الصور التي نشرتها «الصن» وتنشرها بالاتفاق معها «الشرق الأوسط». وقال الجيش في بيان «ان مصدر هذه الصور مجهول في الوقت الراهن»، مضيفا انها «قد تعود الى اكثر من عام»، وانها التقطت «في انتهاك لأنظمة وزارة الدفاع، ولاتفاقيات جنيف حول معاملة أسرى الحرب». وأبدى الجيش الأميركي خيبة أمله ازاء تمكن احد المسؤولين في حرس صدام الذي يخضع لمراقبة بدائرة فيديو مغلقة على مدار الساعة من التقاط هذه الصور وبيعها للصحافة. واضاف الجيش «اننا نأخذ على محمل الجد مسؤوليتنا في ضمان أمن كل المعتقلين».

من جهتها، قالت «الصن» ان «مصادر عسكرية اميركية» سلمتها هذه الصور «على أمل توجيه ضربة الى المقاومة في العراق».

ونقلت عن مصدر عسكري قوله «صدام ليس رجلا خارقا. من المهم ان يراه شعب العراق في هذه الهيئة لتدمير الاسطورة. قد يقضي هذا على بعض من الولع به لدى المتعصبين الذين ما زالوا يناصرونه. الأمر انتهى يا رجال. أيام الشر لحزب البعث بزعامة صدام لن تعود أبدا.. وهاكم الدليل». كما اكدت الصحيفة انها تعرف مكان احتجاز الرئيس العراقي السابق، مشيرة الى انها لن تكشف اي معلومات بهذا الشأن «بناء على طلب الحكومة الاميركية». وقالت ان هذه الصور اخذت في مكان سري للغاية يحتجز فيه صدام في زنزانة يبلغ اتساعها 3.6 متر في 2.7 متر. وأفادت الصحيفة أن صدام يقضي معظم وقته في زنزانته التي فيها مكتب وكرسي بلاستيكي وردي اللون يستخدمه ايضا كطاولة صغيرة الى جانب فراشه، وبإمكانه ايضا الخروج الى باحة داخلية صغيرة لكنه لا يختلط ابدا مع سجناء آخرين. وأضافت الصحيفة ان «الترف» الوحيد الذي يتمتع به يتمثل في انه ما زالت صباغة شعره بالأسود متاحة له.

ودافعت الصحيفة عن نشر الصور وقال رئيس تحريرها غراهام دادمان «انها صور مطلوبة ومثيرة واتحدى اي صحيفة او مجلة او محطة تلفزيون ان لا تقوم بنشرها لو تلقتها».

من ناحية ثانية هدد محامو صدام أمس بمقاضاة الصحيفة البريطانية. الى ذلك، اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش انه لا يخشى حدوث تصعيد للعنف في العراق بعد الصور. وقال بوش «لا اعتقد ان صورة يمكنها ان تتسبب في جرائم.