سورية: أسماء جديدة في القيادة واتجاه لإنشاء مجلس أمن قومي

خروج خدام وطلاس كما اشارت «الشرق الأوسط» * التوصيات تتضمن قانونا للأحزاب * تعيين أول سيدة في قيادة البعث

TT

جاءت أمس تشكيلة القيادة القطرية لحزب البعث السوري الحاكم منذ 1963، مخالفة تحمل اسماء جديدة كانت مفاجئة للمتابعين بينما تأكد ما ذكرته «الشرق الأوسط» بشأن خروج عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري ومصطفى طلاس من قيادة الحزب.

وقد اختتم المؤتمر القطري العاشر أعماله مساء أمس بعد أربعة أيام من المدوالات التي اتسمت أحيانا بالحماس و«المواجهات» بين بعض أعضاء الصف الأول التاريخيين. وفي حين ضمت القيادة التي أعلن عنها ليل أمس 8 أعضاء جدد بينهم عدد ممن لا يزالون في الأربعينات من العمر، وشهناز فاكوش، وهي أول سيدة تصل الى أرفع هيئة حزبية في تاريخ البعث السوري، فإن وزير الخارجية، فاروق الشرع، احتفظ بعضويته، مما يعني أن دمشق ستواصل اتباع السياسات نفسها حيال العراق وإسرائيل والولايات المتحدة. كما كان العماد حسن توركماني واللواء هشام اختيار، مدير المخابرات العامة، بين الأعضاء الجدد، مما يوحي بنية دمشق على إنشاء أول مجلس للأمن القومي في تاريخها، يضم الى جانبهما مدير مكتب الأمن القومي في القيادة القطرية محمد سعيد بختيان الذي يعتبر بين أعضاء «الحرس القديم» الذين احتفظوا بمقاعدهم في القيادة. يُشار الى أن التوصيات الختامية اشتملت على الإعراب عن رغبة شديدة في محاربة الفساد والاقتصاص من كبار ممارسيه. كما دعت الى تجميد العمل بقوانين الطوارئ المعمول بها منذ وصول البعث الى السلطة في 8 آذار 1963، وبالأحكام العرفية وإصدار قوانين للأحزاب وللانتخاب وتشكيل مجلس للإعلام وسن وقانون جديد للمطبوعات. وسيبين المستقبل القريب أي من هذه التوصيات سيجد طريقه الى التنفيذ.

ولفت مراقبون الى أن فاكوش كانت «مفاجأة» المؤتمر القطري العشري بامتياز. فقد راجت التكهنات بأن المقعد النسائي سيكون من نصيب وزيرة المغتربين بثينة شعبان التي اختيرت ناطقة باسم المؤتمر. بيد أن السيدة القادمة من منطقة الجزيرة في شمال شرق البلاد التي كانت بين المشرفات على الاتحاد النسائي لسنوات، دخلت القيادة. وبين الوجوه الجديدة التي دخلت القيادة بسام جانبية، أمين فرع الحزب في السويداء، وياسر حورية وسعيد إيليا، محافظ إدلب القادم بدوره من منطقة الجزيرة التي تضم دير الزور والقامشلي، إضافة الى أسامة عدي، ضابط الشرطة الذي عين محافظاً لحلب قبل سنوات، وهو مولود في حماه بوسط سورية.

وكان خروج الأمين القطري المساعد، سليمان قداح، مفاجئاً ايضاً، لا سيما انه عين رئيساً للمؤتمر، مما عزز التوقعات ببقائه رغم تعرضه لانتقادات أخيرة. بيد أن نائبي الرئيس الأول عبد الحليم خدام وزهير مشارقة كانا في مقدمة «المتقاعدين» الى جانب الأمين العام المساعد، عبد الله الأحمر، ووزير الدفاع السابق، مصطفى طلاس، وذلك كما توقعت «الشرق الأوسط». وفي تطور اخر قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، إنه يدرس احتمال إعادة إرسال اللجنة الدولية، المكلفة التحقق من تنفيذ القرار الدولي ذي الرقم 1559 إلى لبنان. وأضاف في تصريحات للصحافيين في نيويورك، عشية وصول مبعوثه تيري رود لارسن إلى دمشق غداً: «نتلقى تقارير عن احتمال وجود عناصر هناك»، في إشارة إلى الاستخبارات السورية في لبنان.

وسئل عن الرسالة التي يحملها لارسن، الى الرئيس السوري بشار الأسد، فقال إنه لا يستطيع الإفصاح عنها قبل أن يسلمها مبعوثه إلى الرئيس السوري.

وفي معلومات المصادر الدبلوماسية أن لارسن قد يقترح لجنة دولية، يشارك فيها ممثلون عن لبنان وسورية، تتولى ترسيم الحدود بين البلدين، ومعالجة الاشكالات أو التباينات، التي قد تحصل بالنسبة إلى هذا الملف، خصوصاً في منطقتي دير العشائر ومزارع شبعا، حيث سيطلب لارسن من دمشق خرائط عن هذه المزارع.