شدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على ان شاغله سيكون إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة، مؤكدا في كلمة وجهها الى المواطنين أمس عظم وثقل المسؤولية التي يحملها على عاتقه بعد سلفه الراحل الملك فهد بن عبد العزيز الذي وصفه بقوله: "أخي العزيز وصديق عمري".
كما وجه الامير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي كلمة للمواطنين رثى من خلالها الملك فهد بن عبد العزيز، مؤكدا أنه كان "قائدا نذر حياته لخدمة دينه وأمته، وفقد فيه العالم قائدا عمل من أجل احقاق العدالة وإرساء السلام".
وقال ان السعودية ستستمر في مسيرتها الخيرة مسيرة النماء والعطاء متمسكة بكتاب الله وسنة رسوله.
وتلقى الملك عبد الله بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن عبد العزيز أمس، البيعة من المواطنين يتقدمهم الأمراء ومفتي عام المملكة ورئيس مجلس القضاء الاعلى ورئيس مجلس الشورى والعلماء والمشايخ والوزراء والذين قدموا البيعة لهما على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لخادم الحرمين الشريفين ملكا للمملكة العربية السعودية والأمير سلطان بن عبد العزيز وليا للعهد، وذلك بقصر الحكم بالرياض.
كما تلقيا بيعة كبار قادة وضباط القوات المسلحة والأمن العام على السمع والطاعة، وأن يكونوا رهن الاشارة في أي لحظة للذود عن حياض الوطن، كما قدم الجميع للملك عبد الله وولي عهده خلال اللقاء الذي تم في قصر الحكم أحر التعازي في وفاة القائد الأعلى للقوات المسلحة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز.
حضر الاستقبال الأمير مشعل بن عبد العزيز، والأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير طلال بن عبد العزيز، والأمير بدر بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني، والأمير تركي بن عبد العزيز، والأمير نواف بن عبد العزيز المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، والأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، والأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمير ممدوح بن عبد العزيز، والأمير عبد الإله بن عبد العزيز وأبناء الملك الراحل.
وتوافد السعوديون صباح امس الى قصر الحكم وسط الرياض للمبايعة، وقدر عدد الحضور بعشرات الآلاف من مختلف الطوائف والقبائل وقادة القطاعات العسكرية والوزراء والمشايخ حضروا من الساعة التاسعة صباحا،
وتوزع المواطنون في ثلاث صالات كبرى في القصر وبعضهم انتظر تحت الشمس لساعات حتى يستطيعوا الوصول الى احدى القاعات التي كانت جميعها تؤدي الى المكان الذي تجري فيه مبايعة الملك الجديد.
ووصل الملك عبد الله بن عبد العزيز في الساعة الواحدة والنصف من بعد الظهر، وبدت عملية المبايعة سلسلة وسريعة، اذ يقول المبايع "بايعتك على كتاب الله وسنة ورسوله". وبذلك يكون السعوديون قد جددوا البيعة التي تعتبر بمثابة عقد اجتماعي امس بعد مبايعتهم للملك الراحل فهد بن عبد العزيز في عام 1982.
ومع البيعة تواصل توافد زعماء وقادة العالم إلى الرياض، لتقديم العزاء في وفاة الملك فهد بن عبد العزيز.
واستقبل الملك عبد الله أمس وبحضور الأمير مشعل بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن عبد العزيز، كلا من رئيس فرنسا جاك شيراك وألمانيا الاتحادية الدكتور هورست كوهلر، والأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد دولة قطر، والشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد القائد العام لقوة الدفاع بمملكة البحرين، والشيخ عبد الله بن خليفة آل ثاني رئيس الوزراء القطري، وولي العهد الياباني نارو هيتو، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير المواصلات النمساوي هربرت غورباخ وجاسم الخرافي رئيس مجلس الأمة الكويتي، ورئيس مجلس اتحاد الجمعية الفيدرالية لروسيا الاتحادية سيرجي ميرونوف، ووزير الخارجية التايواني، ومدير عام منظمة الاغذية والزراعة بالأمم المتحدة.
وحضر اللقاءات الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية والأمير طلال بن عبد العزيز، والأمير بدر بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني، والأمير تركي بن عبد العزيز، والأمير نواف بن عبد العزيز المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، والأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، والأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمير ممدوح بن عبد العزيز، والأمير عبد الإله بن عبد العزيز وأبناء الملك الراحل.
كما استقبل الملك عبد الله أمس في مزرعته بالجنادرية رئيس الوزراء البريطاني تونى بلير والوفد المرافق له، الذي قدم خلال اللقاء تعازيه باسمه ونيابة عن حكومة وشعب بريطانيا للقيادة السعودية في وفاة الملك فهد بن عبد العزيز. وكان رئيس الوزراء البريطاني اعلن في بيان نشر بعد وفاة الملك فهد الاثنين "لقد كان صديقا جيدا لبريطانيا. وقد استفاد بلدنا كثيرا من حكمته على مر السنين".
وكان ولي العهد السعودي الامير سلطان بن عبد العزيز قد استقبل مساء أول من أمس بقصره بالرياض ملك السويد كارل السادس عشر كوستاف، وولي عهد بريطانيا امير ويلز الأمير شارلز، وولي العهد البلجيكي الأمير فيليب، ورئيس وزراء بولندا مارك بيلكا، وابناء رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري الذين قدموا واجب العزاء في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز. وحضر الاستقبال الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وابناء الملك فهد بن عبد العزيز الامير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، والأمير سعود بن فهد بن عبد العزيز نائب رئيس الاستخبارات العامة، والامير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب، وعدد من الامراء.
من ناحية ثانية، قال البيت الابيض ان نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني سيرأس وفدا أميركيا يضم الرئيس السابق جورج بوش ـ كان مقررا أن يصل في وقت لاحق أمس الى السعودية لتقديم العزاء في وفاة الملك فهد.
والى جانب بوش الاب يضم الوفد ايضا وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول وسفير الولايات المتحدة لدى السعودية جيمس اوبروتر والجنرال بيتر باس نائب رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية.
يذكر ان الرئيس الأميركي جورج بوش قد وعد في نعيه للملك فهد باستمرار العلاقة القوية بين البلدين.
كما ارسل رئيس البنك الدولي بول وولفويتز برسالة تعزية ايضا الى السعودية وقام بزيارة شخصية الى السفارة السعودية في واشنطن، كما قامت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية بزيارة السفارة السعودية لتسجيل اسمها في سجل العزاء.
وقال وولفويتز في رسالته: "ان الملك فهد هو رجل سلام ورجل دولة ساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية للمملكة العربية السعودية وعمل من اجل ترويج التعاون الاقليمي. وتحت قيادته اصبحت السعودية شريكا هاما للبنك الدولي في مجهوداتنا المشتركة للترويج للتنمية في منطقة الشرق الاوسط وعبر العالم".