«الكاميكاز» اليابانيون ساخطون من تشبيههم بالانتحاريين الأصوليين

قالوا إنهم يشعرون بالإهانة لأنهم كانوا يقاتلون عسكريين بينما انتحاريو اليوم يستهدفون مدنيين

TT

كانويا (اليابان) ـ ا.ف.ب: بعد مرور ستين عاما على استسلام امبراطورية اليابان، يعرب المقاتلون الانتحاريون اليابانيون (الكاميكاز) باسم مبادئهم القتالية، عن سخطهم لتشبيههم بالانتحاريين الأصوليين الإسلاميين الذين يستهدفون المدنيين. ويقول الكاميكاز هيروشي شينجو، 83 عاما، الذي انتهت الحرب العالمية الثانية قبل أن ينفذ عمليته الانتحارية «اشعر بالإهانة عندما يجرؤ البعض على وصف مهماتنا وكأنها شيء يشبه الاعتداءات الانتحارية التي تنفذ باسم الإسلام». وأضاف أن «ما قمنا به كان في خضم الحرب وكنا ساموراي في مواجهة ساموراي (مقاتلون نحارب مقاتلين)، أما ما يقومون به هم (الاصوليون) فهو هجمات عمياء تهدف إلى قتل أبرياء».

ويستند شينجو في حديثه عن المقاتلين الساموراي إلى قانون هؤلاء الشرفي والأخلاقي المعرف بـ«بوشيدو» (طريق المحارب). وكان يمكن لمبادئ هذا القانون أن تقودهم إلى التضحية الأسمى (العملية الانتحارية) أو إلى الانتحار الجماعي أو ما يعرف بـ«سيبوكو».

إلا أن هذا الكاميكاز السابق يفهم ذهنية الجهاديين الذين يفجرون أنفسهم من اجل قضيتهم. وقال في هذا السياق «أنا أيضا كانت الحياة لا تعني لي شيئا. كنا نفكر فقط كيف يمكننا أن نصيب العدو بضربة قاسية عبر تفجير طائراتنا على سفنهم لإنقاذ امتنا. لكن هؤلاء الإرهابيين خضعوا لغسيل دماغ، وقد طلب منهم القيام بتضحية ضمن عمل متطرف». وكان شينجو واحدا من آلاف الطيارين الذين تلقوا تدريبا في نهاية الحرب العالمية الثانية ابتداء من أكتوبر (تشرين الأول) 1944 لكي يفجروا طائراتهم في السفن الحربية الأميركية بينما كانت الإمبراطورية اليابانية وصلت إلى وضع ميئوس منه عسكريا. إلا أن إعلان الإمبراطور هيروهيتو في 15 أغسطس (آب) استسلام اليابان، كتب له عمرا جديدا.

لكن تسمية كاميكاز (الرياح الإلهية) تطلق على المقاتلين الانتحاريين اليابانيين في الغرب خصوصا بينما الاسم الشائع لهم في اليابان فهو «توكاتاي» (أعضاء وحدة هجومية خاصة). وشأنهم شأن عدد كبير من المتطرفين الأصوليين في يومنا هذا، كان الكاميكاز مثقفين وتحركهم مثل سياسية ووطنية ويعتبرهم أقاربهم أبطالا حقيقيين. وكان الكاميكاز ينطلقون لعمليتهم الانتحارية بعد مراسم شرفية يشربون خلالها مشروب الساكي الياباني الكحولي بينما تقرع الطبول.

لكن بالنسبة لشيتوشي ساتو، 78 عاما، الذي كان مدربا للكاميكاز، فإن المقارنة بين الانتحاريين اليابانيين ونظرائهم الاصوليين ينتهي عند هذا الحد «لأننا كنا نهاجم أشخاصا مسلحين».

من جهته، قال شيغي يوشي هامازونو، 81 عاما، وهو «توكاتاي» سابق قاتل في أجواء الفلبين وجزر سليمان وفرموزا (تايوان) واليابان «ان الذين ينفذون اعتداءات في لندن والعراق يعتبرون أن لديهم أسبابهم كالرد على الاحتقار والإهانة والضغوط». وأضاف هذا الطيار الذي تعرضت طائرته لأضرار خلال معركة جوية مع مقاتلة أميركية قبل أيام من انتهاء الحرب «لا يحق لأحد أن يقتل الأبرياء وخاصة الأطفال، فالاعتداءات لن تشفي غليل المجموعات الإرهابية أبدا».

ولا يوافق هامازانو مع الرأي القائل بان الفرق قليل بين مهمات التوكاتاي (الكاميكاز) والاعتداءات الانتحارية التي تنفذ في أيامنا هذه.

وقال في هذا السياق إن «مهماتنا انتهت مع انتهاء الحرب، أما الإرهاب فلا نهاية له». وأضاف «لم نكن نريد لا المال ولا المراكز بل فقط الدفاع عن أرضنا وجبالنا الخضراء وأنهارنا الجميلة» من الغارات الأميركية.