الانسحاب الإسرائيلي: مستوطن يقتل 3 فلسطينيين وشارون يصفه بالإرهاب اليهودي

أبو مازن يدعو الفلسطينيين لعدم الرد وصدامات في المستوطنات مع بدء الإخلاء القسري

TT

في الوقت الذي كان فيه قادة الجيش الاسرائيلي يتباهون بنجاح عمليات اجلاء المستوطنين اليهود من قطاع غزة، أمس، أقدم مستوطن يهودي ارهابي على اجراء مذبحة جديدة ضد مجموعة من العمال الفلسطينيين في منطقة نابلس في الضفة الغربية. فقتل ثلاثة منهم على الفور وأصاب اثنين آخرين بجراح خطيرة، أحدهما يصارع الموت.

والقاتل هو مستوطن من مستعمرة شفوت راحيل في منطقة نابلس ويعمل سائق سيارة نقل للعمال. وقد حضر مساء أمس الى مستعمرة شيلا القريبة، ودعا عاملين فلسطينيين التقاهما هناك الى الصعود لسيارته. وتابع سيره الى داخل المنطقة الصناعية، فتوجه الى أحد الحراس اليهود هناك واستل سكينا وهدده بالقتل (!!) اذا لم يسلمه الرشاش الذي يحمله. فسلمه الحارس الرشاش، رغم انه كان بامكانه ان يسحب السكين منه تحت تهديد السلاح. ثم عاد الى سيارته وراح يطلق الرصاص على العاملين حتى أرداهما قتيلين. ولم يكتف بذلك، بل تابع السير داخل المنطقة الصناعية، ووقف لدى تجمع عمال خارجين من أحد المصانع. وأطلق الرصاص عشوائيا عليهم. فقتل أحدهم وجرح اثنين آخرين. وفي هذه اللحظة كان عدد من رجال الأمن التابعين للمستوطنات قد وصلوا الى المكان فألقوا القبض على الارهابي وسلموه الى الشرطة. وفي التحقيق الأولي مع الارهابي قال انه أقدم على جريمته بهدف احداث الفوضى ودفع الفلسطينيين الى الخروج الى الشوارع والتسبب في صدامات تشغل الشرطة وقوات الأمن الاسرائيلية عن مهمة اخلاء المستوطنات وتوقف تطبيق خطة الفصل.

واعتبر رئيس الوزراء، أرييل شارون، هذه العملية ارهابا يهوديا خطيرا جدا. وأمر وزير الدفاع، شاؤول موفاز، ورؤساء الشرطة والمخابرات والجيش الى التعامل بمنتهى الصرامة مع الارهابي وأمثاله. وأعلن اصراره على الاستمرار في تطبيق خطة الفصل، وقال متحديا الارهابيين اليهود: اعتداءاتكم الاجرامية لن تثنيني عن عزمي قيد شعرة. وتوجه قادة الجيش الى بيوت الشهداء الثلاثة مقدمين الاعتذار والتعزيات. والقتلى هم: محمد منصور (45 عاما) من قرية كفر كليل قرب نابلس، وبسام طوافشة (27 عاما) من قرية سنجل قرب رام الله، وخليل ولويل (40 عاما) من مدينة قلقيلية. كما ادانت واشنطن هذا الاعتداء بينما دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) الفلسطينيين الى ضبط النفس وعدم الرد.

وكانت القوات الاسرائيلية قد نجحت في اخلاء عشرات البيوت أمس في ست مستوطنات يهودية جنوب قطاع غزة، واعتقلت مئات المستوطنين ونشطاء اليمين الذين تسللوا الى المستوطنات بلا تصاريح.