كسرت الانتخابات الرئاسية التي يتبارى فيها عشرة مرشحين على رئاسة مصر الحالة التقليدية السياسية التي سادت الشارع المصري لسنوات عديدة، خاصة على مستوى الدعاية وأساليب إعلان المرشحين برامجهم الانتخابية. فقد حرص معظم المرشحين على اضفاء صفة الشعبية على هذه البرامج باستغلال عنصر المكان لما يمثله من زخم شعبي في وجدان الجماهير. وفي هذا السياق فضل الرئيس المصري حسني مبارك الإعلان عن برنامجه الانتخابي من حديقة الأزهر العامة الحاصلة على جائزة آغا خان في العمارة، بدلا من مقر الحزب الوطني الحاكم، كما اختار أيمن نور مرشح حزب الغد حي باب الشعرية الشعبي ليطلق منه برنامجه الانتخابي .
وعلى عكس ذلك أطلق نعمان جمعة رئيس حزب الوفد برنامجه الانتخابي من مقر الحزب بالقاهرة وهو قصر يعد تحفة معمارية بحي الدقي بالقاهرة تمهيداً لحملة دعاية مكثفة سيخوضها في المحافظات.
ومن اللافت في أجواء الانتخابات الرئاسية الساخنة أن حالة الـ New Look مظهر جديد بدأت تعرف طريقها إلى وجوه المرشحين، ولأول مرة في تاريخ مصر فقد خرجت الصحف أمس بصور ناضرة وأكثر شباباً لمعظم المرشحين.
وقد انعكست هذه الأجواء أيضاً على اللغة المستخدمة في الدعاية والتي امتزجت في شعاراتها العامية بالفصحى، فقد أثار شعار حزب الوفد «اتخنقنا» أزمة بين الصحف القومية المصرية الرسمية وبين الحزب.
وفي سياق هذه اللغة الجديدة أنشأ مصريون موقعاً إلكترونياً على شبكة الإنترنت بعنوان «شايفنكو» يهتم بمراقبة الانتخابات وتقديم خدمة صحافية للصحف عنها. وفي خطابه أمس طلب الرئيس مبارك من المصريين دعم ترشيحه لولاية رئاسة خامسة وتعهد بانتخابات حرة ونزيهة وشفافة.
وشدد مبارك في الخطاب الذي ألقاه بحديقة الأزهر، وسط القاهرة، في حضور مئات من أنصاره، على اهمية الاستمرارية متعهدا بحلول لكل المشكلات الاقتصادية للفقراء.