في غزة: بالونات عليها شعارات «الجهاد» والحب وتعايش في الملعب بين فريق الكرة وعرض المسلحين

TT

يقول الناشطون الفلسطينيون، ان اسرائيل فرت من قطاع غزة بسبب المقاومة وبالتالي يجب ان تستمر المقاومة، ولكن اتضح ايضا ان كرة القدم يجب ان تستمر هي الاخرى. فعندما تجمع ما يزيد على 200 شاب فلسطيني ينتمون الى ما يسمى بـ«لجان المقاومة الشعبية» للاحتفال في استاد اليرموك يوم الثلاثاء وجدوا انفسهم الى جانب أفراد النادي الفلسطيني لكرة القدم بزيهم الوردي والأخضر. لم يركز أفراد فريق كرة القدم نظرهم الى مسلحي لجان المقاومة الشعبية، وقال احدهم ويدعى عاصم مهدي: «لا بد للحياة ان تستمر. منذ بداية الانتفاضة ظل الحال كما هو». وفي نهاية الأمر اقتسمت المجموعتان الملعب الترابي وتجاهلت كل واحدة الاخرى. لكي يرفعوا علم الجهاد عاليا ثبتوه على بالونات هيليوم ملونة مطبوع على كل واحد منها كلمة «حب». عندما استعرض المسلحون تدريبهم بتكوين طوابير وكل منهم يحمل بندقية شبه اوتوماتيكية أبدى قادتهم استياء واضحا ازاء العرض الباهت. صاح واحد من القادة متسائلا: «لماذا نحن هنا؟»، إلا ان سؤاله قوبل بصمت مطبق، وكأنما المسلحون كانوا يتأملون من خلف الأقنعة التي تخفي ملامح وجوههم هذا اللغز الأبدى. أجاب واحد منهم في نهاية الأمر قائلا: «للاحتفال بالحرية»، إلا ان القائد رد قائلا: «للاحتفال بالنصر». بالقرب من ذلك المكان وعلى ظهر شاحنة يظهر عدد من الصواريخ المحلية التي كانت تطلقها المجموعة على اسرائيل. هناك ايضا ملصق لـ«شهيد» أعلى قمرة قيادة الشاحنة، وعلى مقدمة الشاحنة من الداخل دمية بيضاء على صدرها قلب قرمزي اللون كتب عليه I Love You. لمحني شخص جالس في مقعد الشاحنة الأمامي وأنا انظر الى الدمية وسألني: «هل تريدها؟» كان في الميدان عدد من الذين قد يرغبون في اقتناء هذه الدمية. فكما يفعلون دائما، جند المسلحون عددا من الصبية الصغار لطابور العرض وألبسوهم زيا اسود وأعطوهم بنادق ومسدسات ورصوهم في طابور حتى تبدو عليهم الصرامة عندما توجه اليهم كاميرات الصحافيين الأجانب.