لأول مرة: البريطانيون لا يعرفون أين يمضي بلير عطلته الصيفية

مكتبه ناشد الصحافيين عدم كشف مكانه خوفا من مخاطر الإرهاب

TT

عاش رئيس الوزراء البريطاني توني بلير منذ وصوله الى زعامة البلاد في 1997 شهر عسل طويلا مع ناخبيه تخللته «انتكاسات» دورية مؤقتة في موسم العطلة، ناهيك من الصداع المستمر الذي اورثه إياه غزو العراق. غير ان اللوم البسيط الذي كان لا يكاد يبرز حتى يخمد في غضون ايام بعد عودته الى الوطن، قد تحول هذا العام الى تساؤلات حول مكان عطلته التي اصبحت سرا لاول مرة بسبب الارهاب.

كانت صور الزعيم وهو يرتدي الشورت والقميص الابيض الخفيف بياقته المفتوحة وصدره العاري لدى خروجه من البحر اثناء العطلة الصيفية تثير قدراً من الفضول، فمن الطريف ان يرى المرء زعيمه يبدو شخصاً عادياً بعيداً عن المظاهر والثياب الرسمية. غير ان اللقطات المماثلة التي نشرتها صحف محلية هذا العام لرئيس الوزراء في عطلته صارت تؤجج الجدال بسبب تباينها مع صور ابناء لندن، على وجه الخصوص، وهم يحذون الخطى الى قطارات الانفاق وسط مجموعات من رجال الشرطة المدججين بالسلاح. وتساءل معلقون عما إذا كان من واجبه حيال مواطنيه ان يشاطرهم الاحساس بالخوف من ضربة ارهابية محتملة. وفي المقابل، لم يعد بلير وعائلته يعانون من جحافل الصحافيين والمصورين الذي دأبوا على ملاحقتهم في المكان الذي يذهبون اليه كل صيف. كما لم تعد وسائل الاعلام تغص بالتساؤلات عن كيفية ترتيب الاجازة، وهل رضى بقبول عرض هذا الميلونير او ذاك الزعيم. فقد ناشد مكتبه الرسمي رؤساء تحرير الصحف والبرامج الاخبارية التلفزيونية والاذاعية بعدم الكشف عن الوجهة التي قصدها لقضاء عطلته خشية المجازفة بتعريضه لخطر الارهاب الذي ضرب لندن مرتين في يوليو (تموز) الفائت.

وكانت اشارات الاستفهام تلاحقه بقوة مع اقتراب اجازات نهاية العام لانه رضي مرات بالحلول ضيفاً على الحكومة المصرية في منتجع شرم الشيخ. وهذه التساؤلات كانت مشوبة بالانتقادات في ديسمبر (كانون الاول) الماضي حين بقي تحت شمس مصر الساطعة تاركاً لمساعديه التعاطي مع كارثة الزلزال البحري في آسيا. وقد قوبل قراره بقضاء عطلته الصيفية مرتين او ثلاثاً في مقاطعة توسكاني الايطالية، في دارة وزير الدولة السابق الميلونير جيفري روبنسون، عاصفة من النقد. ولم يكن استمتاعه في العامين الماضيين بالاجازة في قصر المطرب الشهير كليف ريتشارد اقل اثارة للجدل من قضائه اسبوعاً في قصر نظيره الايطالي سيلفيو برلسكوني بسردينيا خلال الصيف الماضي.