ذوبان الأنهر الجليدية يطلق «سياحة الكوارث»

TT

سياحة الكوارث البيئية، آخر ما توصلت إليه الشركات الاستثمارية والسياحية الاميركية، إذ بدأت في استغلال الكارثة التي تعصف بولاية ألاسكا، حيث تعاني من ذوبان الأنهر الجليدية، وآثار ذلك على الحياة الطبيعية. وشرعت شركات سياحية في تنظيم رحلات لمشاهدة الأماكن الأكثر عرضة للخطر. وتشهد الولاية طفرة سياحية بالفعل حيث بلغت أعداد زائريها أرقاما قياسية منذ بداية العام.

ويعزى ذوبان الجليد إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، التي تؤثر على استقرار الحياة البرية، حيث بدأت حشرات وزواحف من مناطق أكثر دفئا بالانتقال إلى المحميات الطبيعية بألاسكا، إضافة إلى تآكل الشواطئ وتزايد حرائق الغابات وغرق القرى نتيجة ارتفاع منسوب المياه.

وكانت زيارة وتصريحات وفد من مجلس الشيوخ الأميركي لولاية ألاسكا لمعاينة آثار الاحتباس الحراري، في الولاية الواقعة في أقصى شمال قارة أميركا الشمالية أثارت جدلا حادا في الأوساط السياسية الاميركية، حيث عبر أعضاء وفد مجلس الشيوخ عن صدمتهم للتدهور البيئي الذي لحق بالولاية التي تعاني من نظام طبيعي هش، وأعربوا عن أسفهم بالأخص لتسارع وتيرة ذوبان الكتل والأنهر الجليدية بألاسكا.

وترفض الإدارة الاميركية دعوى أن ظاهرة الاحتباس الحراري ناجمة عن النشاط البشري وبالأخص استهلاك الوقود الكربوني كالنفط ومشتقاته. وأكد الرئيس الأميركي جورج بوش مرارا رفض بلاده التوقيع على اتفاقية كيوتو للحد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري. ويشير العلماء إلى أن الغازات الناجمة عن حرق الوقود كثاني اكسيد الكربون هي المسبب الأول لهذه الظاهرة، حيث أنها تسمح بنفاذ أشعة الشمس للغلاف الجوي وتسخين الأرض غير أنها تمنع الحرارة من الخروج إلى خارج الغلاف الجوي (الفضاء). ومما يثير حفيظة الهيئات البيئية مناقشة بعض الدوائر النافذة في واشنطن إمكانية استخراج النفط من بعض المحميات الطبيعية بالولاية التي توفر حاليا نحو 25% من إنتاج الولايات المتحدة من النفط.