جينوم الشمبانزي الأقرب لجينوم الإنسان

فروق في الجينات قادت إلى تفوق البشر في العقل واللغة

TT

نجح فريق علمي دولي في وضع الاطلس الوراثي (الجينوم) للشمبانزي، ومقارنة جيناته مع جينات الانسان. واظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة «نيتشر» العلمية فروقا حادة بين النوعين الحيين اللذين يعتبران الأقرب لبعضهما، قال العلماء انها «تعبر عن الخصائص البشرية» التي تميز الانسان، مثل ازدياد حجم دماغه، وقدرته على الكلام والتواصل باللغة، والمشي منتصبا. واظهر البحث ان 96 في المائة من جينات الانسان والشمبانزي تتطابق بشكل تام، الا ان هذا يعني وجود فوارق كبيرة بينهما عند النظر الى أعداد الرموز التي تبنى بها الجينات التي يبلغ عددها 3 مليارات رمز. وبذلك يصبح عدد الفروق بين رموز النوعين الحيين 40 مليونا، أي يفوق بعشرة أضعاف ما بين كل إنسان وآخر.

وشارك في البحث باحثون برئاسة علماء من مؤسسة هوارد هيغس التابعة لجامعة واشنطن للطب في سياتل ومؤسسات اميركية اخرى اضافة الى باحثين من ايطاليا والمانيا. ووظف العلماء طريقة كومبيوترية متقدمة لتحليل الفروق في ثلاثة مقاطع من النسخ المطابقة تماما للموجودة في الحمض النووي. وقد قلبت المقارنة العلمية الدقيقة بين جينات الإنسان وجينات الشمبانزي رأسا على عقب كل تخمينات النظريات التي ربطت أصل الإنسان بالشمبانزي والتي طرحت خلال المائة عام الماضية. ويفتقد الشمبانزي تماما او بشكل جزئي 53 جينا توجد لدى الانسان منها ما يقود الى امراض مثل ألزهايمر (خرف الشيخوخة) ومرض السكري. كما لم يعثر لديه على ثلاثة من الجينات التي تسبب حدوث الالتهابات لدى الانسان. والشمبانزي هو الحيوان اللبون الرابع الذي توضع خريطته الجينية، بعد الانسان، والجرذي والفأر، كما تم الانتهاء من مسودة للأطلس الوراثي للكلب. واظهر الاطلسان الوراثيان للفأر والجرذي ان 88 في المائة من جيناتهما تتشابه مع جينات الانسان. اما الاطلس الوراثي للكلب فيتشابه في 75 في المائة من جيناته مع الانسان. وتتدنى نسبة التشابه مع جينات الانسان الى 60 في المائة في الدجاج و50 في المائة في ذبابة الفاكهة .