بغداد: مطالبة رئاسية وبرلمانية بالتحقيق مع وزيري الدفاع والداخلية حول كارثة الجسر

تشكيل لجنة قضائية عليا للتحقيق وتساؤلات حول تماسك الحكومة

TT

وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمس برقية عزاء ومواساة للرئيس العراقي جلال طالباني في ضحايا جسر الأئمة.

وقد تفاعلت سياسيا امس في بغداد قضية كارثة التدافع على جسر الأئمة اول من أمس، حيث دعا الرئيس جلال طالباني وبرلمانيون الى إجراء تحقيق ومساءلة لوزيري الداخلية والدفاع امام البرلمان، فيما سار آلاف العراقيين في حشود صغيرة امس لتشييع جنازات نحو ألف شخص قتلوا، واتجهت مئات الى المستشفيات بحثا عن المفقودين او لرعاية اكثر من 800 جريح ومصاب.

وقد عم الحزن أنحاء العراق للمأساة التي طغت على أعمال العنف الدامية التي لم تتوقف رغم هول المصاب.

وفي مؤتمر صحافي عقدوه في بغداد امس، طالب عدد من البرلمانيين العراقيين، معظمهم من الشيعة، باستجواب وزيري الدفاع سعدون الدليمي والداخلية بيان باقر صولاغ أمام الجمعية الوطنية، وفتح تحقيق معهما حول الكارثة البشرية التي وقعت على جسر الأئمة التي اعلنت المصادر الرسمية ان حصيلتها غير النهائية بلغت 965 قتيلا و815 جريحا ومصابا، فيما واصل سباحون البحث عن المزيد من جثث الغرقى في نهر دجلة.

وقال احد النواب الذين طالبوا بالتحقيق مع وزيري الداخلية والدفاع، «نحن متأكدون من وجود تقصير في عملهما، لذلك يجب ان يتم اجراء تحقيق عادل معهم وبإشراف الجمعية الوطنية».

وفي كلمة، وجهها الى الأمة امس، قال الرئيس طالباني «على الحكومة العراقية بجميع هيئاتها ان تتخذ الاجراءات الكفيلة باجراء تحقيق نزيه وعادل حول الخلل الذي ادى الى مضاعفة الخسائر التي لحقت بشعبنا».

واعلن ليث كبة، الناطق باسم الحكومة العراقية، في مؤتمر صحافي امس، ان هناك توجيها من رئيس الوزراء بتشكيل لجنة قضائية عليا لبحث ملابسات كارثة الجسر، مضيفا انه سوف يتم النظر بتشكيل هيئة قضائية تهتم بالحوادث التي قد تقع في اي وقت في المستقبل.

وحول احتمال حدوث تغيير وزاري في الحكومة بعد تكرار الحوادث الأمنية، اجاب كبة «محتمل.. وممكن». وقد اثير العديد من التساؤلات امس حول قوة تماسك حكومة ابراهيم الجعفري بعد مطالبة وزير الصحة العراقي عبد المطلب محمد علي اول من امس زميليه وزيري الدفاع والداخلية بتحمل مسؤولياتهما والاستقالة من منصبيهما، وهو ما استنكره رئيس الحكومة. من ناحية اخرى اعلن الجيش الاميركي امس في بيان ان طائراته قصفت مخابئ لتنظيم «القاعدة» في منطقة حصيبة على الحدود الغربية مع سورية. واشار الى ان العملية جاءت بعد معلومات عن قيام 50 عنصرا من «القاعدة» بوضع اسلحة داخل محطة للقطار.

ويوم الثلاثاء الماضي قتل 56 شخصا على الاقل في سلسلة غارات اميركية مماثلة على مواقع يعتقد انها للقاعدة في هذه المنطقة. وتحدثت المصادر الاميركية عن ان عمليات القصف هذه جاءت بطلب من زعماء عشائر محليين يتعاونون مع القوات الاميركية لطرد عناصر القاعدة التي يقودها ابو مصعب الزرقاوي من مناطقهم.