يهود ألمانيا يفتتحون أول مدرسة لأبنائهم منذ الحرب العالمية

بعد أن ظلوا يرسلونهم لعقود إلى فرنسا وبريطانيا لدراسة دينهم

TT

برلين ـ رويترز: كان يتعين في السابق على الأسر اليهودية التي تعيش في المانيا، وتريد لأبنائها التعمق في دراسة تعاليم دينهم، الرحيل الى فرنسا أو بريطانيا. لكن الحال تغيرت الآن. ففي أغسطس (آب) الماضي، افتتحت أول مدرسة ابتدائية يهودية في العاصمة الالمانية، برلين، منذ الحرب العالمية الثانية. ويتلقى الآن نحو 20 طفلا يهوديا العلوم الدينية والدنيوية في فيلا بوسط برلين كان يعيش فيها ضباط ألمان أثناء الحرب العالمية الثانية.

وجاء افتتاح المدرسة بعد تنامي عدد اليهود في المانيا بسبب تدفق المهاجرين من الاتحاد السوفياتي السابق حيث زاد عددهم هناك من 35 الفا الى 200 الف خلال العقد الماضي. ويقول ناظر المدرسة، الحاخام يهوذا تشتال المولود في نيويورك، ان المدرسة تخدم تزايد أعداد اليهود في برلين. واضاف تشتال: «نهدف من خلال ذلك إلى التأكيد على ان الحياة اليهودية في المانيا ليست فقط في الماضي، لكن ايضاً للمستقبل. اننا نظهر للعالم اليوم اننا سننمو، وان الحياة اليهودية ستنمو، وان هناك مستقبلا ايجابيا للحياة اليهودية».

وتقول تشايا كاسانو ريد، وهي أم لطفلين في الصف الثاني بالمدرسة، ان الكثير من الأسر اليهودية الحديثة تشعر بأنها ابتعدت كثيرا عن التعاليم اليهودية الحقيقية، و«من المهم جدا بالنسبة لي ان يكون بمقدور اطفالي تعلم المزيد عن التقاليد اليهودية بهذا الشكل الجميل. هنا في برلين، ليست هناك امكانية اخرى للحصول على دراسة دينية وعلمانية في مدرسة واحدة».

وبعد مرور 60 عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية التي أعدم فيها الكثير من اليهود، اصبحت الحياة والتقاليد اليهودية أكثر حضورا في شوارع برلين. ففي مايو (ايار) عام 1995 تم تجديد معبد يهودي شهير وافتتاحه وسط المدينة بعد ما كان قد تضرر كثيرا بسبب القصف المكثف لقوات الحلفاء عام 1943 اثناء الحرب العالمية الثانية، وأصبح متحفا يعرض تاريخ المعبد، ويجذب المتحف 10 آلاف زائر سنويا.