«الغارديان» تتحول إلى الحجم المتوسط على غرار «لوموند»

استمرار تيار تغيير أحجام الصحف في بريطانيا

TT

بعد أشهر من البحوث والنقاشات، أعلنت صحيفة «الغارديان» البريطانية أخيراً عن اعادة تنظيم الصحيفة وتصغير حجمها على نمط «بيرلينر» المتوسط. ويأتي هذا التغيير على الصحيفة العريقة التي نشرت طبعتها الاولى عام 1821 (وكان اسمها آنذاك مانشستر الغارديان) لتواكب تطورات الصحافة المكتوبة في المملكة المتحدة. وبعد استثمار 80 مليون جنيه استرليني، تتهيأ الصحيفة لاطلاق أول عدد بحلتها الجديدة في الثاني عشر من الشهر الجاري.

وقالت ناطقة باسم «الغارديان» في اتصال مع «الشرق الأوسط» ان الوقت حان لتطوير الصحيفة بشكل «يضمن جودة محتوياتها الصحافية ولكن باطار يناسب القارئ المعاصر». واعترفت الناطقة بتأثير تحول صحيفتي «اندبيندنت» و«التايمز» من الحجم الكبير التقليدي للصحف البريطانية الجدية (برودشيت) الى الحجم الأصغر الذي كان تقليدياً منحصراً بالصحف الشعبية (تابلويد). وكانت الصحيفتان قد قررتا الانتقال الى الطبعة المصغرة من أجل التسهيل للقارئ حملها وتصفحها، خصوصاً اثناء استخدام وسائل المواصلات العامة. وأكدت الناطقة أن مسؤولي «الغارديان» فكروا بالانتقال الى حجم «تابلويد»، الا انهم وجدوا أن الصيغة التقليدية «غير مناسبة لنا». وتقرر نشر الصحيفة بحجم «متوسط»، معروف باسم «بيرلينر»، وتتبعه صحف أوروبية عدة، من بينها «لوموند» الفرنسية. وأكدت الناطقة انه اعتباراً من 12 سبتمبر الجاري، ستكون جميع صفحات «الغارديان» ملونة، لتصبح أول صحيفة يومية بريطانية ملونة بالكامل. وشرحت الناطقة ان اتباع نظام «بيرلينر» استوجب بناء مطابع جديدة لطباعة «الغارديان». وتابعت الناطقة أن «من المتوقع ان تتجه جميع الصحف البريطانية الى الطباعة الملونة قريباً. انها مسألة وقت فقط، فقررنا ان نكون اول صحيفة تقدم صفحات ملونة كلياً لقرائها». ويذكر ان بناء المطابع الجديدة استغرق 12 شهراً.

وتوقعت الناطقة ارتفاع عدد قراء الصحيفة، بعدما شهدت انخفاضاً بسبب الانتشار الواسع الذي حصلت عليه «اندبيندنت» و«التايمز» بعد تغيير شكلهما التقليدي. ويتزامن انطلاق الطبعة الجديدة من «الغارديان» مع تغيير تحريري في الصحيفة، يشمل الاعتماد المتزايد على الصور والتحليلات السياسية، بالاضافة الى تجديد ملاحق الصحيفة. وصرحت الناطقة بأن «الغارديان ميديا غروب» التي تملك الصحيفة اليومية، ستطلق حملة تسويق واسعة للطبعة الجديدة، رافضة اعطاء المزيد من التفاصيل عن الحملة «لتكون مفاجأة للجميع».