أحد الضحايا قال لهم «لن تستطيعوا قتلي لأن اسمي إسلام».. فأردوه قتيلا

أسر ضحايا بيسلان تتحدث لـ«الشرق الاوسط» في ذكرى مأساة المدرسة

TT

كانت بيسلان، قبل عام فقط من اليوم، مدينة صغيرة هادئة في قلب روسيا، واليوم هي مقبرة كبيرة تضم في جوانبها رفات رضع وأطفال من عمر اشهر الى خمسة عشر عاما قتلوا خلال حصار مدرسة «بيسلان 1» مع بدء العام الدراسي في خضم الصراع الدامي بين السلطات الروسية والمقاتلين الشيشان. «الشرق الاوسط» توجهت الى بيسلان للوقوف على ما تغير في المدينة بعد عام من المأساة، فوجدت من ضمن القبور قبر ريما كورشاكوفا، مواليد 1928 من القرن الماضي، تستقر جنبا الى جنب مع رادا سالكازانوفا التي جاءت الى الحياة مع مطلع هذا القرن في مايو (ايار) 2000. تواريخ الميلاد على شواهد القبور تختلف، لكنها تجتمع حول الثالث من سبتمبر (ايلول) 2004. آلا كيسايفا قالت لـ«الشرق الأوسط»: فقدت اثنين من ابناء العائلة وأريد ان اعرف الحقيقة التي لا يريد بوتين الكشف عنها. انني اتهمه والمسؤولين بمحاولة التستر على المذنبين والفاسدين. اما السيدة إما روزوفا فراحت تحكي لـ«الشرق الأوسط» بعضا من وقائع الكارثة: «كان صعبا علي ان اسمع دائما ان الارهابيين مسلمون. أسرتي ايضا مسلمة. وزوجي وولداي ممن حصدتهم المأساة كانوا مسلمين. المسلمون ذاقوا عذاب الأيام السوداء الثلاثة مع الآخرين. زوجي روسلان مات في اليوم الأول للحصار.. قتلوه على مرأى من ولديه». وتتابع: «حين هب ألان، الابن الاكبر وكان عمره 16 سنة، منتفضا لم يستطع سوى ان يقول لأحد الارهابيين : لقد تذكرت سحنتك والعذاب قادم لا مجال». كلمات نقلها الرفاق ممن قالوا ايضا ان ألان استطاع الفرار مع من قيض لهم الفرار، لكنه سرعان ما عاد عن طيب خاطر في محاولة للبقاء الى جوار اخيه اصلان ابن الرابعة عشرة. عاد ليبقى يومين اكثر من والده.. عاد ليموت مع ثلاثمائة وثلاثين آخرين».

وتابعت إما روزوفا : «كنت أعرف صبيا من اصدقاء ولدي اسمه اسلام». قالوا انه كان على يقين من النجاة. تصرف مع الارهابيين بجسارة، مؤكدا لهم انهم لن يستطيعوا قتله. وحين أخذت الدهشة اولئك الارهابيين طالبوه بسرعة تفسير هذه الثقة. اجابهم بهدوء: «لأن اسمي اسلام». ومع ذلك لم تفرق الكارثة بين أحد في ذلك اليوم الأسود. لقي اسلام حتفه مع الصغار الآخرين».