حذر رئيس وكالة الطاقة الدولية كلود مانديل امس، من ان الاعصار كاترينا الذي ضرب جنوب الولايات المتحدة قد يثير ازمة عالمية في مجال الطاقة، اذا ادت الاضرار التي لحقت بالمصافي الأميركية الى زيادة كبيرة في المشتريات الأميركية من البنزين الاوروبي. وقال رئيس الوكالة التي تتخذ من باريس مقرها لها، في مقابلة مع صحيفة «دي فيلت» الالمانية: «اذا اثرت الازمة على انتاج النفط فهي عندئذ ازمة عالمية. لا ينبغي ان يعتقد احد ان هذا سيقتصر على الولايات المتحدة». واضاف: «انها (الولايات المتحدة) تشتري بالفعل البنزين من اوروبا. اذا كانت المصافي اصيبت باضرار فان ذلك سيزداد. عندئذ ستصبح ازمة عالمية بسرعة».
واشار مانديل للصحيفة إلى ان اسعار النفط المرتفعة خطر على النمو الاقتصادي العالمي، وحث المستهلكين على تعديل سلوكياتهم لتوفير مزيد من الطاقة وتحجيم الفاقد. واضاف ان الدول الفقيرة ستعاني بدرجة اكبر من الزيادة الاخيرة في اسعار الطاقة التي فاقمها الاعصار كاترينا والنقص الذي تسبب فيه.
من جهة اخرى، قالت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) الليلة قبل الماضية في فيينا، إن الارتفاع السريع في أسعار النفط في أعقاب الإعصار كاترينا دفع المنظمة إلى دراسة «تدابير جديدة» لاستقرار السوق. وبدأ رئيس أوبك وزير النفط الكويتي الشيخ أحمد فهد الاحمد الصباح، مشاورات بهذا الخصوص مع وزراء النفط في الدول الاعضاء الاخرى. وعرضت الدول الاعضاء في أوبك بالفعل تقديم المساعدة لتجنب حدوث أزمة وقود في الولايات المتحدة، حيث نفد المخزون في بعض محطات الوقود. وأضاف الصباح أنه على اتصال بالسلطات الأميركية وبالوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي وافقت على توفير مليوني برميل نفط خام يوميا من الاحتياطي لمدة 30 يوما كتجربة أولية.
وأعلنت «أوبك» بالفعل عن خطط لزيادة إنتاج النفط الخام بواقع 500 ألف برميل يوميا في أكتوبر (تشرين الاول) المقبل. وقال عدنان شهاب الدين القائم باعمال الامين العام لاوبك لرويترز على هامش مؤتمر للاعمال في ايطاليا «ستبحث بعض بلدان اوبك التي لديها مصافي نفط للتصدير مثل الكويت.. واخرين اذا كان بامكانها المساعدة.. ربما (من خلال) تشغيل مصافيها بكامل طاقتها واعادة جدولة مواعيد برامجها للصيانة واذا كان لديها بعض المنتجات مخزنة ضمن المخزونات التجارية فيمكن طرحها»، واضاف «اعلم على وجه اليقين ان الكويت تبحث ذلك.. انني واثق ان (فنزويلا) تبحث ما يمكنها عمله في هذا الصدد».