شعرة واحدة تفصل بين الإبداع والجنون تحذير للأذكياء والمشاهير

TT

الحالة الصحية التي تميز بعض الناس وتتسم بأنها «نوع من الفصام» ويطلق على افرادها اسم «الشخصيات الفصامية»، تشكل معضلة للافراد الذين لا يجيدون التصرف بشكل عام او يبدون غريبين، إلا انها قد تكون المدخل نحو فهم عبقرية وإبداع الفنانين والعلماء والمخترعين العظام، وفقا لبحث اميركي جديد.

وقدم الباحث بارد فولي والباحثة سوهي بارك المتخصصان في علم النفس في جامعة فاندربيلت، نتائج دراسة تجريبية حول الافراد ذوي الشخصيات «الفصامية» الذين يتميزون بنوع غريب من السلوك واللغة إلا انهم ليسوا مرضى او مصابين بانفصام الشخصية، نشرت في مجلة «شيزوفرينك ريسيرتش» لأبحاث الشيزوفرينيا.

وتورد الدراسة أدلة علمية في علوم الاعصاب تشير الى ان هذه الشخصيات اكثر ابداعا من الافراد العاديين، أي الطبيعيين، او اولئك المصابون تماما بانفصام الشخصية. كما اشارت الى ان تلك الشخصيات تعتمد كليا على الجزء الايمن من عقولها مقارنة بالافراد الآخرين، بهدف الدخول الى «موارد ابداعها».

ويعتقد الباحثان ان عددا من مشاهير الفنانين والعلماء من امثال الرسام فنسنت فان غوخ والبرت انشتاين، والشاعرة اميلي دكنسون، واسحق نيوتن، كانت لديهم «شخصيات فصامية». وقال براد فولي ان «الفكرة القائلة ان النوع الفصامي يعزز الابداع كانت موجودة منذ زمن طويل، إلا ان احدا لم يتمعن في دراسة تأثيراتها بالتجربة والاختبار، كما تظهر عبر السلوك» والادراك. وأضاف ان «دراستنا فريدة من نوعها لأننا دققنا بعمق في عملية الابداع بشكل تجريبي كما اننا درسنا عملية تدفق الدم في الدماغ عند تنفيذ الافراد لمهمات إبداعية».

وأجرى الباحثان اختبارات في تجربتين لمقارنة عملية التفكير الابداعي لدى المصابين بالفصام ولدى الافراد العاديين. وفي التجربة الاولى عرضت على المشاركين أدوات منزلية وطلب منهم ابتداع وظائف جديدة لها. وظهر ان «الشخصيات الفصامية» كانت الافضل في تقديم مقترحات اكثر ابداعا للاستخدامات الجديدة لتلك الادوات، مقارنة بالأشخاص العاديين وبالأشخاص المصابين بانفصام الشخصية.

وقال فولي ان «المصابين لا يمكنهم تصنيف وتوظيب افكارهم للقيام بأية عملية إبداع، اما الشخصيات الفصامية، فانها لا تحمل أي أعراض من هذا المرض، إلا انها تمتلك قدرات إبداعية معززة».