الجنين يبكي في الرحم

بعد الاعتقاد السابق بأن أول بكائه يحدث مع صرخة الولادة

TT

توصلت دراسة نيوزيلندية جديدة الى ان الجنين يبكي اولا داخل الرحم وليس في ردهة الولادة. وأوضحت الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من مجلة «مدونات أمراض الطفولة» ان العلماء رصدوا، بعد تعريض الأم الى «الضوضاء»، تعبيرات جفول على وجه الجنين ونوبات متعاقبة من الشهيق والزفير، إضافة إلى فتح الفم وظهور ارتجاف في الذقن، وكلها علامات واضحة لفعل البكاء.

وبعد الضجة التي أحدثتها دراسة سابقة أشارت الى أن الجنين لا يحس بالألم إلا في وقت متأخر من الحمل، أعلن الباحثون النيوزيلنديون ان الجنين يبكي وهو في رحم أمه في وقت مبكر نسبيا، وتحديدا عند الشهر السابع من الحمل، مما يعني تقدما في تطور إحساسه إلى حد البكاء كرد فعل عما يدركه من متغيرات في العالم الخارجي من حوله. وقدم الدكتور إد ميتشل من جامعة أوكلاند بنيوزيلندا نتائج متابعته للأجنة وتصويرهم بكاميرا فيديو بعد تعريض أمهاتهم للموجات فوق الصوتية ورصد ردود افعالهم على المؤثرات. وتتبع فريق البحث ردود فعل الأجنة ازاء إحداث اهتزازات من ضوضاء منخفضة الشدة سلطت على بطن الأم، ووجد أن الجنين تبدو عليه آثار «سلوك بكائي».

وخدمت الصدفة الباحثين الذين كانوا يدرسون تأثير نوبات من الضوضاء في اطار ابحاث حول أثر تدخين الأم للسجائر أو تعاطيها للكوكايين خلال فترة الحمل. وفي بداية الأمر اعتقد الفريق أن رد فعل الأجنة هو عبارة عن نوبات من التشنج أو الصرع التي تنتابها، لكن التسجيل الدقيق للصور أشار الى انها لسيت كذلك، وانما هي تعبير يشبه تصرف من يبكي. وبتكرار الأمر إحدى عشرة مرة، كانت النتيجة نفسها، واستمرت في كل مرة بين 15 إلى 20 ثانية.

وقال ميتشل اننا لم نلتفت الى هذا الامر رغم ان جميع الأطباء لاحظوا بأن الجنين عندما يولد، ولو كان في عمر يقل عن سبعة أشهر، فإنه يصرخ بعد الولادة.

وتعد الدراسة الجديدة غاية في الطرافة وتنم عن حس مرهف في مستوى متابعة الجنين من الناحية الطبية. والأهم انها تترك أثرا في حياة الأم والأب وعلاقتهما الحميمة بالجنين وكيفية التعامل معه بدرجة أبعد كثيرا من مجرد تزويده بالغذاء. فالجنين يستمع إلى حديثهما ويتفاعل مع كل ما تمر به الأم ويسمع الأصوات الجميلة والقبيحة ويتأثر بها أيضاً، بل ربما يرغب في من يتحدث إليه! لكن البكاء هو آخر وسائل التعبير لدى الجنين وأعمقها وأدقها، وفوق ذلك أبلغها تعبيرا.