المصريون القدماء عرفوا الجراحة والبنسلين والأسبرين وعلاج التجاعيد

«أقدم وثيقة طبية» في العالم عمرها 3700 سنة تعرض الخميس في نيويورك

TT

تكشف وثيقة عمرها نحو 3700 سنة وسيجري عرضها هذا الاسبوع في متحف بنيويورك، بأن المصريين القدامى مارسوا الكثير مما يعرفه الآن الطب الحديث، ومن ذلك الجراحة ومبادئ البنسلين والاسبرين وعلاج التجاعيد.

وسيقدم «متحف المتروبوليتان في نيويورك»، ابتداء من الخميس، معرضا عنوانه: «فن الطب في مصر القديمة»، يشمل على عدة أشياء منها المسح المقطعي لمومياء، وإبرا جراحية، اضافة الى وثيقة ظلت مخبأة في أكاديمية نيويورك الطبية وتوصف بكونها أقدم وثيقة طبية في العالم.

وتظهر الوثيقة المكتوبة على البردي، ان المصريين القدامى كانت لديهم فكرة جيدة بأن الدم الذي يضخه القلب، يدور حول الجسم، وهي فكرة لم تتأكد حتى القرن السابع عشر. كما تكشف بأن المصريين القدامى كانوا يعرفون إجراء خياطات للجروح. وتشمل الوثيقة أقدم وصف في العالم لتأثير إصابات الدماغ، وللغشاء الذي يغطي الدماغ، كما تقدم نصائح حول استخدام عسل النحل، وهو قاتل طبيعي للبكتيريا، على الجروح المفتوحة، واعطاء المرضى مزيجا من لحاء شجر الصفصاف الذي يحتوي على مسكن طبيعي للألم يتشابه كيميائيا مع الاسبرين.

وقال جيمس آلان، أمين الفنون المصرية في متحف المتروبوليتان: «ما عرفوه عن الجسم مثير رغم انهم لم يكونوا دوما يفهمون ذلك». وأوضح آلان ان هناك وثيقة قديمة اخرى توصي بوضع خبز عفن على الجروح، مما يشير الى ان الاطباء المصريين القدامى اكتشفوا مبدأ البنسلين. واضاف آلان: «لم يعرفوا ما هي البكتريا، لكنهم كانوا يواجهون العدوى». وبالرغم من ان المصريين كانوا يستخدمون ادوات معدنية، فإن الاطباء كانوا يستخدمون سكاكين مصنوعة من الحجارة لأنه «كان يمكنهم جعل السكاكين المصنوعة من حجر الصوان أكثر حدة، كما ان سكين الصوان التي يجري شحذها قبل استخدامها فورا معقمة». وكان شخص اميركي يدعى ادوين سميث، قد اشترى هذه الوثيقة من تاجر في الاقصر عام 1862، وهي تشمل بعض التعاويذ السحرية، لكن الجزء الغالب من النص يتخذ منطلقا منهجيا للامراض والعلاج.

وتقول مريام ماندلبوم، امينة متحفة الكتب النادرة والوثائق في الاكاديمية الطبية الاميركية: «عندما تفكر في بعض أساليب العلاج التي كانت تستخدم في مراحل لاحقة، مثل الاشياء التي كانت تستخدم في العصور الوسطى التي كانت تضر في بعض الاحيان، فإن الوثيقة تبدو أكثر تماشيا مع التفكير المعاصر».

وترجع الوثيقة الى القرن السابع عشر قبل الميلاد، أي بعد 9 قرون من بناء الاهرامات. وبالرغم من وجود كتابات طبية متفرقة أقدم منها، فإن الخبراء يؤكدون بأنها أكثرها شمولية. وتستخدم البردية كلمات كانت قديمة آنذاك، ويشرحها الكاتب، مما يدل على انها نسخة لوثيقة أقدم بعدة مئات من السنين. والوثيقة مكتوبة بالحبر الاسود والاحمر، وباللغة الهيروقراطية، وهي لغة كهنوتية أبسط من الهيروغليفية.