دعا رئيس كتلة «تيار المستقبل» في البرلمان اللبناني، النائب سعد الحريري، لدى وصوله الى نيويورك اول من امس، الى التفكير في «نوعية» المحكمة التي ستشكل بعد صدور التقرير النهائي للجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال والده، رئيس الحكومة اللبنانية الراحل رفيق الحريري. وقال سعد الحريري، بعد لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقر البعثة الروسية في الامم المتحدة، ان اللقاء تمحور حول التحقيقات التي يقوم بها المحقق الدولي ديتليف ميليس في جريمة اغتيال والده. ولاحظ الحريري «إن التحقيقات تشهد تقدماً وهناك خطوات يجب التفكير فيها ونوعية المحكمة»، مؤكدا انه لذلك قرر ان يقوم بمشاورات مع بعض الدول «بالنسبة الى التحقيق وكذلك بالنسبة الى لبنان وتطور الوضع فيه». واعتبر الحريري ان «من المبكر طرح موضوع رئاسة الجمهورية»، مضيفا انه عندما يحين الوقت سيتشاور مع حلفائه بهذا الشأن. وتتقاطع زيارة الحريري الى نيويورك مع زيارة الرئيس اللبناني إميل لحود الذي يترأس الوفد الرسمي الى افتتاح الجمعية العامة للامم المتحدة والى القمة العالمية التي انعقدت امس. وعلى صعيد آخر، أوقف القضاء اللبناني مساء امس، ثلاثة من قياديي حزب «حراس الأرز»، هم المحامي ناجي عودة والصحافي حبيب يونس وجوزف الخوري طوق بجرم اصدار بيان يتضمن عبارات تدعو كل لبناني الى ان يقتل فلسطينياً ويعتبر ان اسرائيل أفضل من سورية والفلسطينيين.
وجاء توقيف الثلاثة بقرار من المحامي العام التمييزي القاضي مختار سعد الذي استجوبهم في حضور وكلائهم، قبل ان يحيلهم الى النيابة العامة في بيروت. وقد اثارت الدعوات التي نسبت الى «المبادئ» التي يتبناها البرنامج السياسي لتنظيم «حراس الارز» موجة غضب عارمة في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ولدى شريحة واسعة من الجمهور اللبناني في منطقة جنوب لبنان. وفي حين اشار ناشطون فلسطينيون في مخيم عين الحلوة قرب مدينة صيدا الى امكانية تقديم شكوى قضائية ضد الحزب امام المحاكم اللبنانية والدولية اصدر الحزب التقدمي الاشتراكي بياناً جاء فيه: «ان الدعوة الصريحة لقتل الفلسطينيين في لبنان، عدا عن كونها تنم عن روح اجرامية لدى الداعين اليها".