البنك الدولي: استنزاف الموارد وتزايد السكان يهددان مستقبل الدول الفقيرة

TT

جوهانسبرغ ـ رويترز: افاد البنك الدولي في تقرير جديد بأن استنزاف الموارد الطبيعية وزيادة السكان يستهلكان صافي «المدخرات» في الدول الاكثر فقراً في العالم ويمكن ان يؤديا الى عجز الاجيال القادمة. وقال التقرير ان مقياسا جديدا للثروة، يتعدى المقاييس التقليدية المعتمدة على اجمالي الناتج القومي، اظهر أن العديد من الدول النامية توشك دخول مرحلة الافلاس.

واوضح التقرير، الذي جاء بعنوان «اين ثروة الامم؟»، ان «النظام المحاسبي للقيمة الفعلية للمصادر الطبيعية، بما في ذلك استنزاف الموارد ونمو السكان، يوضح أن صافي المدخرات بالنسبة للفرد الواحد سلبية في اكثر دول العالم فقرا، لا سيما دول جنوب الصحراء الافريقية».

ويقدم التقرير تقييمات جديدة للثروة بينها رأس المال المنتج، والموارد الطبيعة، وقيمة المواهب الانسانية وقدراته، وتظهر هذه التقييمات ان العديد من الدول الاكثر فقراً في العالم ليست على طريق التنمية المستدامة.

وتقدم الدراسة تقييماً لحالات 118 دولة، بدءاً بسويسرا التي تحتل الصدارة من حيث الثروة بالنسبة للفرد الواحد (648241 دولارا) وانتهاء بإثيوبيا التي تأتي في آخر القائمة (1965 دولارا). وبالقرب من نهاية القائمة تأتي مدغشقر التي تعاني من نمو سكاني متزايد وظاهرة قطع الاشجار بهدف استخدامها في الزراعة.

غير ان هناك بعض الظواهر المشجعة في الدول النامية حيث تجري حماية الموارد الطبيعية بدلا من استهلاكها. فقد رأى التقرير ان «احتمالات التنمية في موريتانيا تحسنت عبر الادارة الافضل للموارد السمكية، بينما نجحت بوتسوانا في استخدام موارد الماس لتمويل الرعاية الصحية والتعليم وتجديد البنية الاساسية لمواجهة النمو السكاني المتزايد».

الى ذلك، قال تقرير للامم المتحدة إن الدول الافريقية تحرز تقدما في نسبة تعليم الفتية والفتيات على حد سواء في المرحلة الابتدائية، لكنه استبعد تحقيق الاهداف الاخرى. وجاء في تقرير المفوضية الاقتصادية للامم المتحدة في أفريقيا توضيح تفصيلي عن جهود الدول الافريقية الرامية لتحقيق أهداف الالفية التنموية الثمانية والمنتظر تحقيقها عام 2015.

وحذر التقرير من أنه لن تكون هناك «حلول سريعة وشافية» لمعظم الدول الافريقية جنوب الصحراء، والتي لن تستطيع تحقيق أهدافها في المهل المحددة. وقال كيه. واي. أمواكو في مقدمة التقرير: «عندما تظهر الارادة السياسية لدى الحكومات، فإنه سيكون من المستطاع البدء بتحقيق تقدم ملموس لإحراز الاهداف».

وأصدر التقرير عددا من التوصيات للدول الافريقية، بينها استراتيجيات «للفوز السريع» لتحقيق أهداف فورية والاستثمار في البنية التحتية ودعم القطاع الخاص وتطبيق الحكم الرشيد. وأشار التقرير إلى أن بعض الدول الافريقية تتخذ الاجراءات اللازمة، التي من شأنها تحقيق الاهداف الرئيسية، في حين أن دولا أخرى يمكنها تحقيق الاهداف في المهل المحددة في «حال اتخاذ السياسات الصحيحة».

وصدر التقرير تحت عنوان «أهداف الألفية التنموية في أفريقيا.. الإنجازات والتحديات» ليتزامن مع انعقاد القمة العالمية في مقر الامم المتحدة بنيويورك. وأشار إلى أنه بالرغم من بطء مسيرة التنمية، فإن بعض الدول أحرزت تقدما ملموسا خلال الاعوام الخمسة الماضية، في حين تعرضت دول أخرى لنكسات في مجالات مهمة. ومن بين الدول التي تعرضت لنكسات اقتصادية؛ زيمبابوي وساحل العاج وجمهورية الكونغو الديمقراطية. ومن بين الدول التي حققت تقدماً على الصعيد الاقتصادي بوتسوانا، غير أنها شهدت «انتكاسات» فيما يتعلق بطول الأعمار بسبب الاصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز). ورأى التقرير أن معظم دول أفريقيا الشمالية ستحقق على الأرجح الأهداف بحلول عام 2015 وبعض الدول جنوب الصحراء مثل بوتسوانا ورواندا وأوغندا وغامبيا.