دعا صندوق النقد الدولي الدول المنتجة للنفط في الشرق الاوسط والتي تستفيد من كميات غير مسبوقة من الاموال بفضل ارتفاع اسعار النفط الى استثمارها بشكل يضمن لها نموا مستديما على المدى الطويل، وحل المشاكل الهيكيلية مثل البطالة.
وأوصى التقرير نصف السنوي للصندوق بعدم تكرار الاخطاء التي ارتكبت خلال السبعينات وبداية الثمانينات، في حين ستبلغ عائدات النفط خلال السنة الجارية حوالي 400 مليار دولار، حسب تقديراته. وبينما قدر الصندوق متوسط اسعار النفط هذا العام بـ54.23 دولار للبرميل، فانه قدر ان متوسط الاسعار سيكون 61.75 دولار للبرميل العام المقبل.
وتشمل هذه التقديرات عائدات دول مجلس التعاون الخليجي ومصر وايران وليبيا وسورية واليمن. واقترح الصندوق على هذه الدول «إعطاء الاولوية للنفقات التي سيكون لها تأثير دائم على النمو ووتيرة الانتاج ومستوى المعيشة» كي لا تتأثر اقتصاداتها لاحقا بتذبذب اسعار برميل النفط والدخول في دوامة كبيرة بين النمو القوي والركود.
وحذرت المنظمة من ان النفقات يجب ان توضع بطريقة يمكن مواصلة العمل بها حتى خلال السنوات العجاف، «وإلاَّ فان تقلبات السوق النفطية قد تدفع الى اجراء تعديلات كبيرة يصعب تطبيقها».
وابدى صندوق النقد الدولي تفاؤلا حيث اعتبر ان «المسؤولين السياسيين في المنطقة استخلصوا العبر من اخطاء الماضي». وحذر من انعكاسات الكميات الكبيرة من الاموال على النظام المالي لهذه البلدان من خلال تسببه في ارتفاعات غير مبررة في البورصات او في القطاع العقاري.
وفي السعودية، يتوقع ان تبلغ نسبة النمو خلال السنة الجارية 6% على ان ينخفض الى 4.7% السنة المقبلة. ويوصي الصندوق السلطات ببيع الاصول التي تملكها في الاجهزة العامة لتشجيع الاستثمار الخاص.
وفي مصر، يُتوقع الصندوق ان تبلغ نسبة النمو 4.8% العام الحالي، و5% السنة المقبلة، موصيا القاهرة بخفض ديونها العامة وافساح المجال أمام الاستثمار الخاص.
وعلى صعيد أسعار النفط، ذكرت رويترز أمس ان أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي الخفيف قفزت نحو دولارين، وارتفعت عقود البنزين وزيت التدفئة ارتفاعا كبيرا بعد ان اشتدت قوة الإعصار«ريتا» ليصبح اعصارا من الدرجة الرابعة.
وبلغ سعر عقود النفط الخام الأميركي لشهر نوفمبر (تشرين الثاني ) في بورصة نايمكس 1.80 دولار الى 68 دولارا للبرميل.
وفي بورصة البترول الدولية بلندن، زاد سعر عقود مزيج النفط الخام برنت لشهر نوفمبر 1.36 دولار الى 65.56 دولار للبرميل.