ثورة هادئة في مدارس البنات في معقل طالبان

تحولت إلى مراكز اقتراع للسيدات

TT

قندهار ـ رويترز : ثمة ثورة هادئة تجري في المدارس الافغانية خلف الاسوار العالية وحراس الشرطة بزيهم الازرق وبنادقهم.

ملصق تابع للأمم المتحدة في مدرسة زرغونا انا للبنات في مدينة قندهار الحارة والمتربة في جنوب افغانستان محل ولادة نظام طالبان المتشدد يعلن «بنات افغانستان الجميلات يتعلمن».

كانت مدارس البنات مغلقة خلال حكم طالبان حتى الاطاحة به عام 2001 ، وكانت النساء قيد الاقامة الجبرية في المنازل، فلم يكن يسمح لهن بالخروج الا مع مرافق من الذكور، وهن مغطيات من قمة رؤوسهن الى اخمص أقدامهن بالبراقع المسدلة.

أما الان فقد اصبحت المدارس مكانا لتغذية مفاهيم حقوق المرأة وتعليم البنات ما يجري في العالم الخارجي. المعلمة زارمينا، التي تستخدم اسمها الاول فقط، تقول: «في اول الامر جاءت بضع فتيات فقط. كن خائفات... لم تكن لدينا مقاعد ولا طاولات وكان يجب ان تحضر كل فتاة سجادتها الخاصة لتجلس عليها. والان كل الفتيات يأتين». والمدرسة عادة هي الخطوة الاولى خارج منزل الاسرة بالنسبة للافغانيات اللاتي منعن لسنوات من العمل في ابسط الوظائف.

والكثير من المرشحات في الانتخابات البرلمانية والاقليمية، التي جرت يوم الاحد الماضي وعددهن اكثر من 300 ، كن يعملن كمدرسات.

وقالت زرغونا كاكر، المترشحة لمجلس اقليم قندهار، «منذ اربع سنوات لم نكن نستطيع الخروج من منازلنا... لم نكن نستطيع حتى الذهاب الى السوق بدون رجل» واضافت «والان يمكننا الترشح في البرلمان». وتحولت مدارس البنات يوم الاحد الماضي الى مراكز اقتراع للسيدات فقط حيث تستطيع النساء الذهاب وازاحة براقعهن الطويلة ومناقشة السياسة ومشاكلهن بمنتهى الحماس.

وقالت فاريبا ،11 عاما، التي ترتدي الزي المدرسي المخطط باللونين الاسود والرمادي وبدون برقع «انني سعيدة جدا.. انا اتعلم هنا. هذا يعطيني مستقبلا. شيئا اتطلع له». وقالت وجيهة حسيني، 13 عاما، «كان هناك وقت تحت حكم طالبان كنا لا نعرف فيه ما هو التعليم. والان نحن نتعلم كل شيء». اما فاريبا، التي سارعت للحاق بشاحنة مكتظة وهي الوسيلة الوحيدة التي تمكنها من الذهاب الى منزلها في شوارع قندهار، فإنها تعرف تماما ما تريد. تقول وهي تنظر بتلهف الى الباب حيث تريد الخروج «اريد ان اصبح مهندسة... اريد ان اقيم ابنية. اريد ان ابني المزيد من المدارس».