تشريد 6 آلاف طبيب أميركي بسبب الإعصار كاترينا

20 ألفا أضيروا في واحدة من أكبر موجات تشرد الأطباء

TT

الإعصار «كاترينا» الذي ضرب الولايات المتحدة اثر على حياة 20 ألف طبيب، وشرد 6 آلاف منهم في ما وصف بأنه واحدة من أكبر موجات التشرد التي اصابت الاطباء في الولايات المتحدة. هذا ما جاء في دراسة اعدتها جامعة «كارولينا الشمالية» للمناطق المنكوبة التي كان الاطباء يقطنونها ويؤدون الخدمات الطبية فيها، ومسألة استقرارهم فيها ومستقبل عودتهم إليها. وحدث تشرد الاطباء مع الترحيل الجماعي للسكان بغية حمايتهم من عواقب استمرار البقاء في مناطق الولايات التي لم تعد صالحة للإقامة. ويضيف التقرير أن نتائج الإعصار «ريتا» ستخلف ما لا يمكن إحصاؤه اليوم من تشرد مماثل للأطباء في المناطق الجديدة التي ضربها هذا الإعصار. وقال الدكتور توماس ريكتس من جامعة «كارولينا الشمالية» إن هذا العدد الذي يقارب الستة آلاف يمثل مجموع الأطباء ممن كانوا يقدمون خدمات العلاج والرعاية للمرضى في عشر مقاطعات وأقاليم في لويزيانا والمسيسبي التي اجتاحتها الفيضانات، ثلثهم ممن تم إجلاؤهم من مدينة نيو أورليانز والأقاليم المحيطة بها. ومعظمهم؛ أي حوالي أربعة آلاف هم من الأطباء المتخصصين، والباقي كانوا أطباء ضمن برامج الدراسات العليا التدريبية. كما أن في منطقة نيو أورليانز وحدها توجد كليتان للطب، إجمالي طلابها يبلغ 1300 طالب تم نقلهم إلي مناطق أخرى لمواصلة التعليم الجامعي. وتابع أنه لا يعلم على وجه التحديد الآثار المترتبة على خدمات الرعاية الصحية في المناطق المنكوبة اليوم وفي المستقبل.

والمشكلة، كما ترى الدراسة، لا تقتصر على هذه الجوانب المتعلقة بعمل الأطباء ومصادر دخلهم، بل أن الأهم هو أن نظام الملفات الطبية في المراكز الطبية وخاصة الرعاية الأولية المنتشرة في الأحياء والمناطق التي أصابتها أضرار واسعة، أدى إلى تلف معلومات وبيانات عن المرضى، الأمر الذي يشق إعادة بنائه وتجميعه ومعرفته بكل تداعيات هذه الأمور علي صحة المرضى. ولعل الفائدة الوحيدة من كل هذه الكارثة كما يقول الدكتور ريكتس، هي الاقتناع بجدوى النظام الإلكتروني في خدمات ملفات المرضى وحفظ بياناتهم، وهو ما يلح الكثيرون على تبنيه منذ فترة من الزمان تحسباً لمثل هذه الأحداث.