عيون العالم في العراق.. في خطر

72 صحافيا قتلوا منذ الغزو غالبيتهم العظمى عراقيون رغم أنهم يعملون بأسماء مستعارة

TT

فى وقت الحروب، تحتاج الصحف الى من لا يمانع في المخاطرة ويقرر التوجه الى أرض المعركة لمواجهة كل انواع المخاطر. غير انه واذا كانت هذه الارض هى العراق، يصبح الامر أكثر تعقيدا وخطورة، وهى خطورة دفع ثمنها حتى الآن العشرات من الصحافيين، 72 قتلوا غالبيتهم العظمى عراقيين، اضافة الى مئات الجرحى. واذا كانت بعض أسماء الصحافيين الذين قتلوا قد نشرت أسمائهم في الصحف لانهم كانوا يعملون في صحف كبيرة، فأن العشرات من الصحافيين العراقيين الذين قتلوا لم يذكرهم الكثيرين، لانهم اولا كانوا يعملون بالقطعة، وثانيا لانهم كانوا يعملون تحت اسماء مستعارة، فالصحافة من المهن شديدة الخطورة في العراق اليوم. وكنا نحقق في أمر خلية ارهابية مسؤولة عن عمليات قطع رؤوس واغتيالات. وعلى الرغم من أنها مهمتي الأولى مع هذا الصحافي العراقي الذي يعمل بالقطعة فقد برهن على كفاءة عالية في أدواره المختلفة كمترجم ومخبر صحافي. وقال انه عمل عبر صديق من اجل أن يرتب لنا مقابلة مع مصدر استخباراتي في الحكومة العراقية يمكنه أن يلقي اضواء على أوضاع الخلية من الداخل. وكانت مفاجأة عندما لم يسمح لهذا الصحافي العراقي، أو المستأجر محليا، بالجلوس اثناء المقابلة ذاتها. وفي وقت لاحق تحول الضيق الى انزعاج شديد عندما أخذني الرجل الذي وصف كصديق جانبا، بموافقة رسمية بالطبع، وأغلق الباب الخشبي خلفنا ووجه الي الكلمات البسيطة ولكن المروعة «الى أي مدى تثق في مترجمك ؟».